لا تزال الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة العتيدة تدور في حلقة مفرغة في ظل الضبابية التي تحيط بالإتصالات الجارية على غير صعيد وخصوصاً أن هذه الحكومة تأخرت ولادتها ما يؤشر إلى استياء دولي ومن الصناديق الضامنة والدول المانحة، وتشير المعلومات إلى أن الخلافات تتخطى وزارة الإقتصاد أو سواها إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير ولا سيما الثلث المعطل وهذا ما أخر ولادة الحكومة لأن الأجواء والمعلومات كانت تشير إلى أنها كانت على وشك الولادة منذ يومين وإنما تمسك بعض الاطراف بشروطها من ثلث معطل وغيره فذلك ما أدى إلى عدم صعود الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا.
وفي المعلومات أيضاً أن الاتصالات الفرنسية مع الإيرانيين كانت حاسمة وحازمة وفاعلة ولكن أن حزب الله الذي تم التواصل معه من قبل طهران لم يقم كما كان متوقعاً بزيارة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وعليه ثمة من يشير إلى أن حزب الله لن يغضب حليفه في التيار الوطني الحر وكل ما يقال عن ضغوطات تمارس عليه من حزب الله فذلك لا يمت للحقيقة بصلة إنما هناك إرباك لدى حزب الله الذي تفاجأ بعدم ولادة الحكومة منذ يومين وقد يُصار في الساعات المقبلة إلى لقاء يجمع باسيل بوفد من حزب الله على خلفية الإسراع في تشكيل الحكومة وكل ذلك متوقف حول أمور عديدة داخلية وإقليمية ودولية.
ويبقى أخيراً أن البعد الدولي له صلة وثيقة بمسألة تشكيل الحكومة في كل ما يجري في المنطقة من العراق إلى أفغانستان وصولاً إلى زيارة الوفد الوزاري إلى دمشق ومن ثم قمة عمان الرباعية من هنا لبنان أمام أيام قليلة مفصلية وعندها يبنى على الشيء مقتضاه فإما حكومة أو اعتذار.