لا زالت الأجواء ضبابية على صعيد الوضع السياسي برمّته، خصوصاً على خطّ العلاقة بين بعبدا والسراي، حيث تؤكد المعلومات،أن اللقاء الأخير بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، لم يكن إيجابياً، بل كان فاتراً، وخرج رئيس الحكومة مستاءً،ولذلك هناك معطيات حول إعادة لملمة الوضع الرئاسي والحكومي خوفاً من القادم إلى لبنان، على اعتبار أن بعض الذين زاروا إحدى الدول الأوروبية والتقوا كبار المسؤولين فيها، يؤكدون أن الحرب المندلعة في أوكرانيا، ستتحوّل إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، وبالتالي، فإن لبنان لا يمكنه الصمود طويلاً وتحديداً إقتصادياً وحياتياً، ولهذه الغاية، فإن اتصالات تجري من أجل إعلان حالة طوارىء إقتصادية وإجتماعية داخل الوزارات والمؤسّسات المعنية بهذه المسائل، على أن تكون هناك اتصالات مع الدول المانحة والداعمة للبنان لتأمين مستلزمات الصمود.
في السياق،تكشف المعلومات نفسها، بأن ترتيبات حصلت بعيداً عن الأضواء من خلال مستشارين لرئيسي الجمهورية والحكومة، كي يتمّ إقرار ومناقشة الملفات المطروحة على جدول أعمال جلسة الحكومة اليوم، بمنأى عن أي صدامات وخلافات،في الوقت الذي كان فيه ميقاتي واضحاً، عندما قال إنه لا استقالة للحكومة، لأن ذلك يعني تأجيل الإنتخابات النيابية، وبناءً على ما قاله ميقاتي، توضح المعلومات، يُستدل أن اتصالات جرت لضبط الوضع وتنظيم الخلافات وتأجيل بحث أي ملف خلافي من شأنه أن يفجّر مجلس الوزراء في هذه الظروف الإستثنائية التي يمرّ بها البلد، وبمعنى آخر،فإن استقالة الحكومة في ظل الظروف الراهنة، لن تؤدي فقط إلى تأجيل الإستحقاق النيابي والإنتخابات الرئاسية، بل من شأنه أن يُقحم الساحة الداخلية في الفوضى العارمة،ما يؤسّس إلى فوضى وصراعات، ليس بمقدور أي طرف داخلي أن يتحمّلها.
ولذا، تُضيف المعلومات،إن مجلس الوزراء سيعمل على تسيير شؤون البلد إقتصادياً واجتماعياً إلى حين إجراء الإنتخابات النيابية، ولكن ثمة من يرى أنه، وفي حال استمرّت الأوضاع القضائية والمصرفية على ما هي عليه اليوم، عندها لا يمكن لميقاتي أن يستمرّ على رأس الحكومة، وهو كان قد بعث بأكثر من رسالة بهذا الصدد، وبالتالي، تؤكد المعلومات عينها،أن التركيز الآن هو على ضبط الوضع داخل الحكومة،كما على صعيد العلاقات الرئاسية وكلّ ما يتّصل بشؤون البلد، علماً أن هذا الأمر لا ينحصر بالشقّ الداخلي، بل ثمة اتصالات خارجية، وتحديداً فرنسية، تجري مع عدد من المسؤولين وفي طليعتهم ميقاتي، من أجل الحفاظ على الإستقرار السياسي وتقطيع هذه المرحلة، على أن تتولى باريس مساعدة لبنان، وهذا ما تقوم به اليوم، من خلال توفير الدعم الصحي والتربوي والإجتماعي مع دول الخليج، والأمور تتّجه إلى تفعيل هذه المساعدات،إنما ذلك يحتاج إلى أجواء إيجابية في لبنان، وعلى هذه الخلفية الكلّ يدرك في الداخل أنه لا قدرة لأي رئيس أو حزب أو تيّار،أن يتحمّل مزيداً من الإنهيار، وعلى وجه التحديد في القضايا التي تُعنى بشؤون الناس، ولذلك، فإن ما يحصل اليوم هو تنظيم الخلافات وتجنّب الصدامات. ولكن السؤال المطروح هو، هل يمكن أن تمرّ هذه الأجواء الراهنة مرور الكرام، باعتبار أن البعض يسعون لتصفية الحسابات واستنهاض قواعدهم وجماهيرهم قبل الإنتخابات،ولكن من دون النظر إلى تأثير ذلك على المناخ العام.