IMLebanon

فرنسا على خط التسوية… وجنبلاط عاد مرتاحاً 

 

 

تبيّن بالملموس أن زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط والوفد المرافق إلى باريس، تنبئ بأن الأيام المقبلة ستشهد تطورات تصب في إطار إعادة تفعيل الإتصالات باتجاه الساحة اللبنانية، وحيث العاصمة الفرنسية ستكون القطب الأبرز من خلال دورها، وما تقوم به على خطّ الإستحقاق الرئاسي، والملف اللبناني بشكل عام، بحيث يُنقل من الدائرة الضيقة المقرّبة من المختارة، بأن زيارة جنبلاط إلى باريس كانت إيجابية، وأنه وضع المسؤولين الفرنسيين في صورة ما يجري من اصطفافات سياسية، وكذلك الإنهيار غير المسبوق على كل المسارات الإقتصادية والمالية والصحية والتربوية، وهذه المسائل تعتبر من الخطورة بمكان، ومن شأنها أن تأخذ البلد إلى ما لا يحمد عقباه في حال استمر الشغور الرئاسي، آملاً، وبصراحة، أن لا يكون هناك مرشح تحدّي إن بالنسبة لرئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، أو حتى النائب ميشال معوض، لأن الإثنين يشكّلان عائقاً أمام انتخاب الرئيس، وكل فريق يُصنّف الآخر بأنه استفزازي، وعَرَض ما لديه من أسماء، كان سبق وأن أعلنها في الإعلام، وليست بالأمر الجديد، لافتاً بأن لديها كفاءة ومقبولة من جميع الأطراف، ويمكنها أن تلعب دوراً مهماً في إعادة نهوض لبنان وخروجه من أزماته، بمعنى أنه كان واضحاً في لقاءاته أنه لا يجوز أن تدعم أو تسمي باريس مرشحاً لا يمكن قبوله من شريحة واسعة من اللبنانيين، وبالتالي، يتم حجب المساعدات من الدول المانحة، وتحديداً دول الخليج عن لبنان، الذي هو بأمس الحاجة اليوم لمثل هذه المساعدات، في ظل ما يعانيه من صعوبات إقتصادية هي الأخطر في تاريخ هذا البلد المعاصر.

 

من هنا، فإن زيارة جنبلاط الخاطفة، وبحسب الحلقة الضيقة في المختارة، كانت ضرورية بعدما قال ما لديه أمام كبار مساعدي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وخصوصاً أنه تطرّق إلى مبادرته الحوارية، وكل ما قام ويقوم به، ولكن لا بديل إلاّ من خلال التسوية الشاملة، وحيث فرنسا إلى جانب الدول المشاركة في حل الملف اللبناني، أي العواصم الخمسة، بإمكانهم الوصول إلى هذه التسوية وإخراج لبنان من النفق الذي يتخبّط به على كافة الأصعدة.

 

وعلى خطٍ مواز، تشير المعلومات، إلى أن فرنسا دخلت بقوة في الأيام الماضية على خط تكثيف المساعي والإتصالات واللقاءات، من أجل الوصول إلى التسوية التي باتت حتمية، ويرتقب أن تبلغ الذروة خلال الأيام المقبلة، إذ هناك أجواء عن لقاءات ثنائية وثلاثية وخماسية متنقلة بين باريس والرياض، ولا سيما أن اتصال الرئيس الفرنسي ماكرون بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، منذ يومين، فتح المسار الذي من خلاله يمكن البناء على حلول متوقّعة، إذ كان هناك إجماع على ضرورة انتخاب الرئيس في وقتٍ ليس ببعيد، وهذا ما شدّد عليه أيضاً رئيس الحزب التقدمي أمام المسؤولين الفرنسيين، محذِّراً من إطالة أمد الفراغ، وبالتالي، أن السفيرة الفرنسية آن غريو، ستكون لها لقاءات ومحطات عديدة في هذه المرحلة على الساحة اللبنانية دون استثناء أي طرف، وهي تلق ت من إدارة بلادها التوجيهات لتبليغها إلى المعنيين في لبنان.

 

وأخيراً، وحيال هذه المؤشرات والأجواء، وما يجري في العاصمة الفرنسية، فإن الأمور تبقى في دائرة الترقّب نظراً لهشاشة الوضع الداخلي وحساسيته، وما يحيط به من انقسامات بين مكوّناته، بدليل ما جرى في الأيام القليلة الماضية على خلفية التوقيت الصيفي، من خلال الخطاب الطائفي، ولكن يُستدلّ، من خلال المعنيين والمخضرمين، أن فرنسا بدأت تعمل على تسوية مع شركائها المهتمين بالملف الداخلي، دون أي معلومات إضافية، وتحديداً متى يتمّ انتخاب الرئيس العتيد.