Site icon IMLebanon

أيام فرنسا اللبنانية

 

 

«ذروة الموقف اللبناني المعارض دور فرنسا في مبادرتها الرئاسية اللبنانية عبّر عنه الدكتور سمير جعجع الذي كشف أن هذا الدور ينطلق من المصالح الاقتصادية». هذا الانطباع خرج به الديبلوماسي الأوروبي الغربي الذي يعشق لبنان ويتابع شؤونه وشجونه ساعة بساعة.

 

في اتصالنا الأخير قال لي إنه لا يرى مبالغة في قول الحكيم، ولكن تجاهل تأثير البعد التاريخي بين البلدين في المبادرة فيه بعض الظلم.

 

وفي تقدير الديبلوماسي أن مصير الاستحقاق الرئاسي عندنا يتوقف على التوافق بين رؤساء الأحزاب المسيحية الثلاثة، حتى اذا توافق التيار الوطني الحر والقوات والكتائب على مرشح يكون للبنان كله وليس لأي طرف، يدخل بلدكم فعلاً في بداية الحلول من عتبة رئاسة الجمهورية. وهو لا يرى مثل هذا الحل مستحيلاً أو بعيداً … وفي معلوماته أن المساعي لم تتوقف في هذا السياق، وإن كانت لا تزال في مرحلة «التحمية»، بانتظار أن تزداد زخماً في الأساببع المقبلة.

 

وعن مسلسل الزيارات اللبنانية الى باريس (التي ستتواصل) يرى أن فرنسا «صُدمت» بحجم الاعتراض المسيحي على مبادرتها، ولكنها ماضية في تسويق ترشيح الوزير سليمان فرنجية، لأنها لم تفقد الأمل، بعد، في زحزحة المملكة العربية السعودية عن موقفها. وفي رأيه الشخصي (وليس من موقعه الديبلوماسي الرسمي في بلده) أن الرياض حسمت أمرها وأبلغت به الى أصدقائها وحلفائها اللبنانيين، وليس صحيحاً أن التوافق بينها وبين طهران سيؤدي الى تراجعها عن اقتناعاتها (…).

 

ويقول إن معلوماته «تؤكد» على أن فرنسا ليست معنية كثيراً بفرض عقوبات على شخصيات وقيادات لبنانية بدعوى عرقلة الاستحقاق الرئاسي، لأن الجميع يعرقل ولو من منطلقات مختلفة «ومَن كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر».

 

ويرى الديبلوماسي الأوروبي الغربي أن باريس لا تعارض وصول الجنرال جوزف عون الى قصر بعبدا، ولكنها ليست متحمسة له، وهي تؤثر وصول شخصية مدنية، ولكنها لن تقوم بأي خطوة سلبية تعرقل مسيرته الرئاسية اذا توافرت لها الظروف الملائمة.

 

ما هي تلك الظروف؟ سألته. فأجابني: أن يمشي رئيس البرلمان (نبيه بري) ورئيس التيار الوطني الحر (جبران باسيل) بقائد الجيش، لأن القوات ستمشي به، معرباً عن اعتقاده بأن قول رئيس المجلس بالعقبة الدستورية في وجه القائد هدفه التغطية على رفضه انتخابه رئيساً، والا فأبو مصطفى «قادر على اجتراح العجائب»، ولن يتعذر عليه إخراج أرنب التعديل الدستوري من القبعة المليئة بشتى ضروب المفاجأة.

 

وفي ختام لقائنا عن بُعد قال الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق، عاشق لبنان: إن ما يقلقني كثيراً على بلدكم هو النزوح السوري، الذي يؤسفني القول أن لا حلّ له منظوراً إلّا إذا توحّد اللبنانيون حول مواجهة هذه، «القضية الكبرى» التي كلما طالت تعمّقت جذورها واستعصت على الحل.