IMLebanon

“الخماسية” بدون إيران لا تستطيع أن تجد حلاً

 

 

عبثاً تحاول فرنسا أن تجد لنفسها دوراً في لبنان، ولكنها في كل مرة تصاب بفشل أسوأ من الفشل الذي قبله.

 

فلو عدنا الى يوم انفجار مرفأ بيروت بتاريخ 4 آب 2020، ومجيء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد يومين من الانفجار أي في 6 آب 2020، محاولاً أن يجد لنفسه دوراً، لكنه لم يستطع أن يحقق أي إنجاز يذكر، وعاد بخفي حنين، يجرجر أذيال الخيبة والفشل.

 

ثم عاد ماكرون الى لبنان في ثاني زيارة له في 31 آب من العام نفسه… ودعا فور وصوله الى تشكيل حكومة «بمهمة محددة» في أسرع وقت، وجاءت الزيارة تلك بعد ساعات من تكليف مصطفى أديب رئيساً للوزراء.

 

وكانت الزيارة عشية إحياء لبنان للمئوية الأولى لتأسيسه.

 

وقال ماكرون للصحافيين أثناء مغادرته المطار إنّ من أهداف عودته «التأكد من أنّ حكومة بمهمة محدّدة ستشكل في أسرع وقت، وأنه نجح في مهمته مع تحفظ بنسبة عشرة في المائة لـ»حزب الله» وهو إجراء انتخابات مبكرة».

 

أما زيارة ماكرون الثالثة فكانت في كانون الأول عام 2020، وهي كالزيارتين السابقتين لم تثمر اتفاقاً أو حلاً نُفّذ.. إذ كان الفشل ملاحقاً ماكرون في زياراته هذه الى بيروت.

 

أما جان إيڤ لودريان فقد وصل الى بيروت للمرّة الأولى حين كان وزيراً للخارجية الفرنسية، وأجرى لقاءات عدّة مع الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء يومذاك حسان دياب ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية ناصيف حتي والبطريرك الراعي، وكان له لقاء حول التعليم الفرنكفوني.

 

ثم زار لبنان للمرة الرابعة كمبعوث للرئيس الفرنسي في تموز 2023، وحزيران 2023 وأيلول من العام نفسه.

 

وفي كل مرّة كان لودريان يغادر لبنان على أمل إيجاد حلّ، لكنه فشل أيضاً في كل زياراته.

 

هذا على الصعيد الفرنسي، أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية فإنّ الشغل الشاغل لها، أو من أولى أولوياتها: مهرجان الرياض الترفيهي، وثانياً مسابقة أجمل كلب، وثالثاً مهرجان السينما في البحر الاحمر.

 

أما بالنسبة لحربها في اليمن ضد الحوثيين، فقد اعتمدت المملكة فيها على الصين… لإبرام اتفاقية مع إيران نُفّذ منها بندان، وتوقف الأمر عند إعادة تكوين السلطة في اليمن. لذلك فليس عندها اهتمام بلبنان ولا بشؤونه.

 

وحتى القضية الفلسطينية وما يجري في غزّة لم يحرّك المملكة حتى بعدما قتلت إسرائيل 24 ألف مواطن فلسطيني بين طفل وامرأة وشيخ يشكلون 70% من القتلى، وفقدان 60 ألفاً تحت الانقاض لا يعرف أحد عنهم شيئاً، وتدمير 70% من بيوت ومستشفيات غزّة والمدارس والجامعات ودوَر العبادة من كنائس ومساجد.. كل هذا والمملكة مشغولة بمهرجان الرياض ومسابقة الكلاب والسينما في البحر الأحمر، كما ذكرنا.

 

لذلك، فإنّ كل ما يقوم به السعوديون بالنسبة لـ»الخماسية» هو من باب «رفع العتب»، ولكن في الحقيقة هذا الموضوع لا يعني المملكة بشيء بعد «استقالتها» من الشؤون العربية والاسلامية خصوصاً في ما يتعلق بقرارات اتخذت من قبلها لا يفهمها عقل ولا يقبلها منطق.

 

بالنسبة لمصر فإنما ينطبق عليها قول: «العين بصيرة واليد قصيرة»، وبالرغم من ظروفها الصعبة لعبت دوراً كبيراً لن أتحدث عنه اليوم حيث سيأتي اليوم الذي نعلن فيه عما فعلته، ونرى كم كانت مصر كما نعهدها ونتمنى لها أن تكون زعيمة العالم العربي.

 

ونأتي الى الدور الاميركي في «الخماسية»، وهنا لا بد من أن نطرح سؤالاً بريئاً: ماذا تريد أميركا… وهل هي فعلاً تريد حلاً؟

 

نبدأ بسؤال: طالما ان أميركا هي 100% مع إسرائيل، فكيف يمكن أن تكون في لجنة تبحث عن حلّ، إسرائيل هي طرف فيها؟

 

بكل بصراحة، لا يمكن الاعتماد على الدور الاميركي لأنّ أميركا في عالم ثانٍ لا يشبه عالمنا.

 

أمام الفشل الفرنسي، واللامبالاة الاميركية، واهتمامات السعودية التي لا تشبه السعودية التي نعرفها، كيف يمكن أن نجد حلاً للبنان وقضاياه؟

 

بالمناسبة، إنّ قرار «الحزب»، والقرار في سوريا، والقرار في العراق وفي اليمن، هو عند آية الله الخامنئي، لذلك لو أردتم الحل، فأنصحكم بالذهاب الى إيران.