IMLebanon

هل يعاد تحريك المبادرة الفرنسية؟

 

ما زالت الأمور تدور في حلقةٍ مفرغة، حيث هناك عُقمٌ في معالجة الأوضاع السياسية الطارئة وتحديداً على خط تأليف الحكومة مما يبقي كل الإحتمالات واردة في هذه الظروف التي يجتازها البلد والتي باتت تنذر بعواقب وخيمة نظراً لتردي الأوضاع الاقتصادية بشكل مخيف.

 

ومع غياب هذه المعالجات فإن مصادر سياسية عديدة تكشف إلى أن هناك أجواء عن إمكانية عودة المساعي الفرنسية باعتبار المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا زالت قائمة وهي تحتاج إلى إعادة إطلاقها من جديد مع اختلاف الظروف والمعطيات منذ أن أعلنت من قصر الصنوبر.

 

وعلى هذه الخلفية يتوقع بأن يُصار في الأسبوعين المقبلين إلى تبلور هذه الصورة على صعيد المبادرة المذكورة لأنه ليس ثمة أي معلومات عن إمكانية حسم الأوضاع الحكومية قبل تبلور بعض المحطات إن على صعيد المفاوضات الإيرانية الأميركية وصولاً إلى حديث عن لقاءٍ قد يجمع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسيكون في حال حصول هذا اللقاء في وقت ليس ببعيد حيز أساسي في الملف اللبناني على اعتبار أن الإدارة الأميركية تدعم المبادرة الفرنسية كما معظم دول القرار إلى الدول المنضوية في الجامعة العربية ولكن هناك أولويات لدى واشنطن إن على صعيد الملفين الروسي والصيني وصولاً إلى الوضع في العراق ولهذه الغاية فإن لبنان سينتظر طويلاً لحين أن تتوضح هذه المسارات.

 

ومما زاد الطين بلة تفاعل الخلافات بين بعبدا وبيت الوسط بشكل لافت وحالة الإنقسام على الساحة اللبنانية هي أيضاً من العوامل الأساسية لفرملة تأليف الحكومة في وقت هناك أجواء عن سلسلة مخارج على بساط البحث ومن شأنها أن تدعم عملية التأليف وتساهم في حلحلة الأوضاع إذا سلكت طريقها الصحيح وهذا ما يجري تداوله بين القاهرة وكل من واشنطن وباريس وحتى الآن ليس ثمة ما يوحي بأي أجواء ومؤشرات من شأنها أن تؤكد بأن الوضع سيسلك الطريق الإيجابي وأقله تشكيل حكومة وتنفيذ المبادرة الفرنسية.

 

وأخيراً، فإن المعلومات التي يشير إليها المتداعون تصب في خانة ترقب لبنان لشهرين يتسمان بالصعوبة على كافة المسارات السياسية والإقتصادية والأمنية وخصوصاً أن هذا التدهور المريع للوضعين الإقتصادي والإجتماعي من شأنه أن يؤدي إلى فوضى وعلى هذه الخلفية تأتي تحذيرات البطريرك الماروني بطرس الراعي القلق على هذا الفقر الذي يحيط بالغالبية من اللبنانيين.