Site icon IMLebanon

فرنسا: لا قدرة لنا على وقف الارتطام

 

لبنان إلى مزيد من التدهور والانحدار

 

 

للأسف تحوّل لبنان الى شمّاعة لكل أنواع الفساد الأخلاقي والسياسي والديني والثقافي والعقائدي… ما جرى مع المطران موسى الحاج لا يمكن تسميته إلا بالعمالة المقنّعة مهما علت الأصوات وحاول بعض السياسيين ركوب موجة الدفاع عنه، والحقيقة التي يجب الاعتراف بها «ان العمالة لم تعد فقط مجرد وجهة نظر بل بات هناك من يشرّعها من حلفاء المقاومة قبل خصومها»، وهذا الكلام هو اعتراف صريح من قياديين في الثنائي الوطني واتهام صريح أيضا أقلّه للحلفاء وفي مقدمهم التيار الحر «بتشجيع التطبيع مع العدو»، وبالتالي يبدو ان العدو الإسرائيلي لم يعد عدوا إلا على الورق وفي ايديولوجيات المقاومة وبيئتها ومؤيديها وبعض المعارضين الشرفاء فقط.

ولكن ثمة مشكلة أكبر بكثير يجب الإقرار بها، وهي اننا مقبلون على أزمة اقتصادية ومالية أفظع من التي نواجهها، وأي كلام آخر عن محاولة إبقاء لبنان على حافة الانهيار «هراء بهراء»، اعتراف قيادات الثنائي الوطني بهذا الكلام في وقت يلوّح الحلفاء والخصوم بانفراجات قريبة يطرح أكثر من علامة استفهام حول مصير الاستحقاق الرئاسي والجهة التي ستلتزم تطبيق ملف ترسيم الحدود وحقيقة وجود مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والأهم «هل ما زال الغطاء الفرنسي قادرا على منع الارتطام الكبير؟»، لا سيما وان دوائر فرنسية سرّبت في الآونة الأخيرة ان باريس وضعت جانبا الملف اللبناني السياسي وأبلغت المعنيين رسميا «ان لا قدرة لها على منع أو إيقاف الانهيار والارتطام»، وأضافت المصادر ان باريس تركّز حاليا على محاولة إرساء الهدوء على الحدود «اللبنانية – الفلسطينية المحتلة»، وتعمل مع واشنطن على إبرام تسوية ترسيم الحدود لإيجاد مورد للنفط والغاز الى أوروبا في ظل استمرار الحرب «الروسية-الأوكرانية».

وبالتالي، أزمة لبنان باتت وجودية، مثلا، مسألة تشكيل الحكومة لم تعد تفصيلا مهما في يوميات أصحاب الشأن وركنت على الرف، في حين برزت الى الواجهة مسألة ربط واشنطن توطين الفلسطينيين والسوريين في لبنان بأي حل للأزمة الاقتصادية، ثمة كلام نقل عن ان واشنطن سعت سابقا للربط بين ملف التوطين وملف السماح للبنان باستخراج النفط والغاز من الحقول غير المتنازع عليها فقط، في حين ان العرض الأكبر كان بإيجاد حل نهائي وفوري لأزمة لبنان الاقتصادية وإسقاط العقوبات عن بعض الشخصيات مقابل موافقة لبنان وبشكل رسمي على الطرح «الأميركي-الإسرائيلي» باستخراج النفط والغاز وترسيم الحدود وأيضا توطين الفلسطينيين والسوريين، وهو وفقا لبعض القيادات ما دفع حزب الله للتدخّل وإيقاف واشنطن ومن خلفها إسرائيل عن محاولة الابتزاز المكشوفة التي تمارس على السلطة اللبنانية الرسمية.

وعليه، نبسط الوقائع إذا قلنا ان لبنان دخل في جهنم التي تحدث عنها رئيس الجمهورية ميشال عون، لبنان بات جهنم بحد ذاتها، وفقا للقيادات نحن على أبواب انهيار اجتماعي كامل، وهناك تخوّف من انهيار أمني خلال الشهرين المقبلين على وقع التصعيد والضغوطات الأميركية في مسألة ترسيم الحدود، ورغم ان الكلام عن وجود تهديدات أمنية جدّية هو كلام مكرر، إلا ان قراءة الوقائع ومقارنتها بالمعطيات الموجودة يفرض على الجميع الحذر والتروّي والتشدّد في المسألة الأمنية.