أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أنّ بلاده في حال حرب ضد الارهاب وليس ضد أي ديانة أو ضد المسلمين أو الإسلام.
هذا الكلام يدل على أنّ فرنسا تستعمل عقلها وليس عضلاتها وهذا مهم جداً، ويبدو أنّ فرنسا قد تعلمت من درس أميركا في أفغانستان والعراق بعد أحداث 11 أيلول، إذ ليس المهم أن تستعمل الدولة العظمى التي هي اليوم أميركا القوة بل الأهم هو استعمال لغة العقل.
لقد احتلت الولايات المتحدة الأميركية أفغانستان للقضاء على «القاعدة»، وعندما خرجت منها عادت «القاعدة» و»طالبان» بقوة أكبر بكثير من قبل.
من ناحية ثانية، احتلت أميركا العراق في العام 2003 وبعد عشر سنوات انسحبت الجيوش الاميركية والحليفة، ولو اعتمدنا حساب الربح والخسارة لرأينا أنّه قبل الغزو لم يكن في العراق «قاعدة»، وللأسف الشديد عندما دخلت أميركا جاءت «القاعدة» الى العراق وبقوّة.
والأهم أنّ «داعش» احتلت قسماً كبيراً من أراضي العراق، و»داعش» هي جزء من «القاعدة»، وفي الأساس، كما هو معروف، أسّسها أبو مصعب الزرقاوي الذي جاء به صدّام حسين لمحاربة الأميركيين، الى أن تطوّرت الأمور فإذا بهذا الوحش الذي ربّاه صدّام كبر ونما وازداد حجماً وتبنّاه رئيس الوزراء المتعصّب شيعياً نوري المالكي الذي أخرج من السجون العراقية قيادات وكوادر «داعش» كما فعل أيضاً بشّار في سوريا… وانطلقت الفتنة الشيعية – السنّية التي أرادها هذان النظامان لينزعا عن الثورة السورية والانتفاضة العراقية صفة الوطنية وليلصقا بهما الصفة المذهبية المفتنة!
ونعود الى ما قاله رئيس وزراء فرنسا لنلاحظ:
1- في فرنسا اليوم 5 ملايين مسلم فرنسي ومهم ألاّ يدفع المسلم المعتدل ثمن أخطاء ارتكبها اولئك الضالون والمضللّ بهم.
2- لفرنسا دور كبير جداً يمكن أن تقوم به وهو استخدام العقل لاستيعاب هؤلاء الذين قسم كبير منهم ضالون يفترض استيعابهم.
ونكرّر دائماً أنّ ذلك يكون بمحاربة الفقر والجهل والظلم، لأنّ هذه الآفات الثلاث هي التي تدفع الى الأعمال الموصوفة بالإرهابية.
وهذا ليس مطلوباً من فرنسا وحدها بل من الدول العربية أيضاً.
3- فرنسا والدول الأوروبية اتخذت موقفاً إيجابياً من فلسطين والإعتراف بدولتها، وهذه حقيقة يجب أن تكون موضع تقدير من المرجعيات الإسلامية…
إنّ ما جرى في فرنسا مرشح، من أسف، لأن يجري مثله في بلدان عديدة، والمواجهة لا تكون إلاّ بالإستيعاب العقلاني.