IMLebanon

الإتصالات الفرنسية لإنهاء الشغور الرئاسي شملت الرياض وطهران

الإتصالات الفرنسية لإنهاء الشغور الرئاسي شملت الرياض وطهران

الخازن لـ «اللواء»: طلب منّي جعجع بعد عودته من السعودية إبلاغ عون استعداده للقائه لإنقاذ الرئاسة

الإتصالات الجارية بين القيادات المسيحية لإنهاء الشغور الرئاسي أوجدت ارتياحاً كبيراً لدى البطريرك الراعي

يشهد لبنان وبعض العواصم العربية والدولية حِراكاً سياسياً لتحريك ملف انتخاب رئيس الجمهورية، فالشغور الرئاسي مستمر منذ ستة أشهر، فهناك خشية من أن تطول مدة الشغور الرئاسي، لذلك وانطلاقاً من الحرص على خفض المنسوب السلبي لهذا الشغور على الوضع اللبناني بصورة عامة وعلى وضع المسيحيين بصورة خاصة، يبدو أن التواصل مع العاصمة الفرنسية أثمر بروز هذا الحراك الذي ما زال في بداياته.

فالتحرك الفرنسي تمثّل بالمبعوث الفرنسي جان فرنسوا جيرو الذي زار بيروت لعدة أيام التقى خلالها جميع القوى السياسية، وعُلم أن زيارة الدبلوماسي الفرنسي لبيروت استطلاعية تهدف للوقوف على توجهات القوى السياسية اللبنانية، وما لديها من أفكار لحلحلة العُقد من أمام هذا الاستحقاق، وعُلم أيضاً أن الدبلوماسي الفرنسي كان حريصاً على عدم مناقشة أي إسم مع القوى السياسية وذلك حرصاً على نجاح الجهود الفرنسية من جهة، ومن جهة ثانية أن فرنسا وفقاً لطرح جيرو ليس لديها إسم محدّد ترشحه للرئاسة اللبنانية.

وعُلم أن تقرير المبعوث الفرنسي حول جولته في لبنان سيساعد على بلورة الرؤية الفرنسية التي «سميت خارطة الطريق»، والتي طرح بعض جوانبها الرئيس فرنسوا هولاند أثناء لقائه الرئيس تمام سلام في باريس أمس.

والسؤال ماذا عن أجواء العاصمتين طهران والرياض في ما يخص هذا الحراك الرئاسي؟

 تُشير المعلومات المتوافرة من بعض المصادر ان الدبلوماسية الفرنسية تحرّكت منذ أشهر باتجاه طهران، وفاتحتها بموضوع أهمية وضرورة التعاون لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، نظراً لكون طهران لها «مونة» على بعض القوى السياسية اللبنانية وتحديداً حزب الله وميشال عون، ففرنسا تدرك ان طهران لو تعاونت تستطيع إزالة بعض العقبات من امام الاستحقاق الرئاسي.

وتُشير مصادر سياسية أخرى ان جهود العاصمة الفرنسية وجزءًا من هذا التواصل مخصص للاستحقاق الرئاسي اللبناني.

وفي هذا الإطار أفاد الوزير السابق وديع الخازن لـ«اللواء» انه «منذ أسبوعين اتصل به رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع طالباً منه الحضور إلى معراب فوراً للاهمية، ونظراً لإلحاح جعجع اضطر الخازن زيارة معراب ليلاً حيث طلب منه جعجع ان يزور ميشال عون ويبلغه رغبة جعجع بلقائه بهدف الحوار حول ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي، وطلب جعجع من الخازن ان يجري مع عون بحثاً اولياً حول مرشّح ثالث يكون مقبولاً من الجميع، وعندما سأل الخازن جعجع برأيك ما هي مواصفات المرشح الثالث؟

 أجاب جعجع: معتدل وبمواصفاتك يا شيخ وديع.. وقال له جعجع أيضاً تستطيع ان تستعين بمن تشاء من رجال الدين لمساعدتك، وتم التوافق بين جعجع والخازن على الاستعانة بمطران بيروت للموارنة الأب بولس مطر نظراً لمكانته ودوره.

ويضيف الخازن: «في اليوم التالي اتصلت بالمطران مطر الذي رحب وبارك بالاقتراح، والتقيت بميشال عون أكثر من مرّة وكذلك جعجع».

سمير جعجع اتصل بالخازن طالباً منه ترتيب لقاء سريع له مع ميشال عون بعد عودته (جعجع) من زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية ولقائه عدداً من المسؤولين في المملكة.

ويضيف الخازن ان المطران مطر ساعده في الجهود المبذولة، وأن لقاءات البطريرك الراعي بعون ومن ثم بسليمان فرنجية، جاءت في إطار هذه المساعي التي حركها اقتراح جعجع بلقاء عون بعد عودته من الرياض مباشرة.

يبدو ان الرياض قد شجعت جعجع على لقاء عون من أجل التفاهم على مرشّح مستقل ومعتدل، فالمملكة تدرك حجم سلبية الشغور الرئاسي وآثاره السلبية على البلد، خاصة وأن المملكة كانت دائماً تقوم بدور «الحاضنة» الكبرى للبنان، فهي تقف معه في السلم كما تقف معه إبان الأزمات الكبرى، وهي الداعمة لاقتصاده، ولجيشه وقواه الأمنية، وهي منفردة بهذا النهج البنَّاء. وتدرك أهمية وجود رئيس للجمهورية خاصة بعد بروز ظاهرة التطرف، حيث باتت المنظمات المتطرفة على الحدود مع لبنان.

وقال الخازن: «هذه المساعي والاتصالات اوجدت حالة من الارتياح الكبير لدى البطريرك الراعي، كما أن مهمتي انتهت بعدما عملت على وصل ما انقطع بين جعجع وعون، وأن المساعدين والمستشارين يكملون مهمة استمرار التواصل بين القيادتين لترتيب اللقاء الثنائي، أو للقاء ثنائي أو رباعي يتم في بكركي، وأن ما قمت به يلتقي في توجهاته الأساسية مع المساعي لإقامة حوار بين «حزب الله» وتيار المستقبل، وخاصة تحريك ملف انتخاب رئيس للجمهورية».

مع كل ما يظهر على السطح من حراك منذ أسبوعين ببعديه المحلي والإقليمي – الدولي لإنهاء الشغور الرئاسي، تشير معطيات عديدة إلى ان منسوب التفاؤل ليس كبيراً لإنهاء الأزمة الرئاسية، فموقف ميشال عون ما زال يُشكّل العقبة الرئيسية (ظاهرياً) التي تحول دون إتمام هذا الاستحقاق بخواتم سليمة، كما أن هناك كثيرين يرون بأن الموقف الإيراني بهذا الخصوص ما زال يلفه الغموض، ويرون انه فيما لو عزمت إيران على تسهيل مهمة انتخاب الرئيس لأعطت إشارات أكثر وضوحاً لحليفيها «حزب الله» وميشال عون لتسهيل انتخاب الرئيس.

انتخاب رئيس الجمهورية بات خاضعاً لعوامل خارجية مؤثرة وليس لعوامل محلية فقط.

يؤمل في الأسابيع المقبلة أن تكون المساعي الفرنسية قد انتجت رؤية أوضح مما هي عليه لخارطة الطريق التي يسوّق لها الفرنسيون من اجل إزالة العقبات المحلية والإقليمية التي ما زالت تحول دون انتخاب رئيس للبنان.

 v