ينتظر المسؤولون ورئيس الحكومة تمام سلام في مقدمهم نتائج محادثات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في طهران لمعرفة ما اذا كانت القيادة الايرانية ستتجاوب مع ما نقله فابيوس من الرئيس فرنسوا هولاند الى الرئيس حسن روحاني من تمنيات ان تساعد بلاده على انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد فتح ابواب القصر الجمهوري التي اغلقت في 25 ايار 2014، نظرا الى موقعها في المعادلة السياسية اللبنانية. واللافت انه طالب ايران بالضغط “على اصدقائها المعروفين في لبنان للتوصل الى حل هذه المسألة”، اي انتخاب رئيس جديد للبلاد.
واعتبر عارفون في السياسة الايرانية ان “اعتماد هولاند المخاطبة العلنية عبر وسائل الاعلام للقيادة الايرانية له دلالته، وخصوصا القول انها اذا لم تعطنا اشارة لتسهيلها الموضوع يعني ذلك ان ايران ليست عازمة على البحث عن الحلول”.
ورأوا ان هولاند نفسه اعترف في اللقاء الصحافي الذي عقده في قصر الاليزيه مع وصول فابيوس الى طهران “ان الحل لدى الجانب المسيحي، حيث هناك انقسام، ما يحول دون التوصل الى انتخاب رئيس من البرلمان اللبناني”.
وأفاد سفير لبناني خبير في السياسة الفرنسية “ان لبنان لا يمكنه الا ان يشكر هولاند على المساعي التي يبذلها مع ايران في الوقت الحاضر من أجل انجاز الاستحقاق الرئاسي، لكن النتائج قد لا تكون ايجابية لان العلاقة بين الدولتين ليست في وضع يتيح لايران ان تضغط على اصدقائها في لبنان لانتخاب رئيس”. وعزز موقفه بالقول “انها ليست المرة الاولى يسعى هولاند الى الطلب من ايران تسهيل انتخاب رئيس لبناني للجمهورية. سبق له ان اوفد السفير جان فرنسوا جيرو للغرض نفسه، قبل التوصل الى تفاهمات الاتفاق النووي”.
ودعا الى انتظار ما ستؤول اليه محادثات فابيوس لمعرفة ما اذا كانت طهران قد بدلت موقفها، وهو لا يعوّل عليها كثيراً وسأل ما الذي سيتغير بالنسبة الى الموقف من انتخاب رئيس جمهورية للبنان مع كلام فابيوس وكانت ايران قد ابلغت جيرو ان هذه المسألة شأن لبناني وان اصدقائها في لبنان لهم مرشحهم، وهو ذو ثقل شعبي وبرلماني، واشار الى ان وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف أشار في السر والعلن خلال المحادثات التي اجراها مع اكثر من مسؤول، كمنسقة الامم المتحدة لدى لبنان ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان لا ربط بين ما تم التوصل اليه من تفاهمات حول البرنامج النووي الايراني والانتخابات الرئاسية في لبنان أو اي مسألة داخلية أخرى، كما ان تلك “التفاهمات” لن تمنع بلاده من تغيير موقفها من سوريا والعراق واليمن.
وذكر ان العامل الآخر السلبي لمهمة فابيوس هو ان انتقادات ايرانية كثيرة كانت وجهت له من مسؤولين ايرانيين، وان هولاند دافع عنه، وفابيوس تهجم على ايران لحضها على القبول بـ”التفاهمات”، وكان ذلك بطلب منه. واوضح السفير ان ما نقله وزير الخارجية عن قلق رئيس بلاده من بقاء لبنان من دون رئيس جمهورية” يعرض المؤسسات فيه لمواجهة التعطيل” غير كاف لتضغط ايران على اصدقائها. واقترح السفير ان المطلوب حاليا لانتخاب رئيس هو ان تطلب اميركا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والكرسي الرسولي من ايران ان تضع ثقلها من اجل تسهيل انتخابات الرئيس اللبناني وعدم الاكتفاء بـ”تمنيات هولاند التي لن تقدم ولن تؤخر في انتخاب الرئيس”. وتوقف عند الوعد الذي اطلقه انه سيزور لبنان خلال الاشهر المقبلة في حال انتخاب رئيس للجمهورية، أي بعد زيارة روحاني لباريس في تشرين الثاني!