ترشيح رئيس المردة يفتح باب المواجهة الرئاسية على مصراعيه في الداخل والخارج
منذ أن أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تأييد الحزب لرئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ذهب البعض إلى مقارنة هذا الموقف بما اعلنه عندما رشح الرئيس ميشال عون. ربما تجوز المقارنة لاسيما بالنسبة الى واقع دعم الحزب للشخصيات اللصيقة به مع فارق أن السيد نصرالله كشف مؤخرا عن نوايا الحزب التي ظهرت في السر، اما مع العماد عون فكانت إطلالات السيد نصرالله تكرر القول أن مرشح الحزب الطبيعي هو الجنرال.
اختلفت ظروف الترشيحين كما التمسك بالشخصيتين وجاء فراق التيار الوطني الحر وحزب الله ليؤشر ان الحزب قال كلمته في ما خص دعم فرنجية ولا تراجع عنه.
في تقديرات كثيرين أن هذا الترشيح لفرنجية يدفع إلى تحريك الملف الرئاسي بحيث تكون المعادلة على الشكل التالي: مرشح الثنائي الشيعي في وجه مرشح المعارضة ولتقل الأصوات كلمتها. كان في امكان هذه المعادلة أن تخرج بنتيجة لولا النصاب المتحكم بجلسة انتخاب مجلس النواب، لكن الأمر صعب التحقيق. يدرك الثنائي الشيعي أن رئيس تيار المردة هو مرشح طبيعي للرئاسة أيضا ومعركة إيصاله إلى الرئاسة لا بد من أن تخاض في النهاية بمعزل عن الموقف الدولي من هذا الترشيح.
واذا كان التأييد صادرا من رئيس مجلس النواب نبيه بري فإن موضوع التوافق المطلوب لانتخاب الرئيس صار من الماضي، وفق ما تعتبر اوساط سياسية مطلعة التي تقول عبر «اللواء»: كان معلوما أن الثنائي الشيعي يدعم فرنجية ويقود عملية دعمه لأكثر من سبب لكن توقيت طرح الدعم يمكن التوقف عندها لاسيما أنه جاء في أعقاب اللقاء الخماسي، مشيرة إلى أن هناك أسئلة يمكن أن توجه في هذا المجال وأولها هل ان حزب الله جاد في هذا الطرح إلى النهاية ام ان هناك أسماء أخرى قد تتظهر قريبا؟
وتفيد هذه الأوساط أن فرنجية ابلغ في فترة سابقة المعنيين أنه إما أن ينتخب رئيسا للبلاد في الدورة الإنتخابية الحالية أو ينسحب من العملية الانتخابية برمتها، وتوضح أن ما يفهم من الأجواء المحيطة بالثنائي أن الترشيح ليس بالون اختبار أو مناورة أو أي توصيف آخر، مؤكدة أن ما قاله نصرالله في الملف الرئاسي أكد ما لا يقبل الشك أن الواقع الرئاسي مأزوم، حتى أن ما طرحه يصعب السير به، مؤكدة أن مسألة مقايضة رئاسة الجمهورية برئاسة الحكومة لم تتضح صورتها بعد.
وترى هذه الأوساط أن هذا الترشيح قد يبقى مكبلا ومرفوضا من قبل المعارضة كما تم تكبيل ترشيح النائب ميشال معوض، وأن حركة اللقاءات تتدرج في سياق جس النبض والإستطلاع ليس إلا لاسيما أن ما من اسم جاهز بعد يتم التقاطع حوله محليا وخارجيا، فهل أن المقصود القول أن فرنجية هو الخيار الأوحد ولا انتخابات او غيرها من دونه.
وتستبعد هذه الأوساط أن يدفع ترشيح فرنجية الى اعادة المياه إلى مجاريها بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وتعتبر أن هذه العودة هي من سابع المستحيلات حتى وإن كانا يتفقان على معارضة وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، لافتة إلى أنهما سيتحركان بشكل مضاد ومع مرور الوقت تتصاعد وتيرة الإعتراض.
الملف الرئاسي غير قابل للاختراق والترشيحات لا توفّر الفرصة لإنجاز هذا الاستحقاق
وتضيف:الملف الرئاسي قد يخرج من الجمود لبعض الوقت،لكن ذلك لا يعني أنه قابل للإختراق بشكل سريع، فمع أو من دون ترشيحات لم يتغير المناخ المطلوب توفيره لإنجاز هذا الإستحقاق، لافتة إلى أن القول أن رئيس الجمهورية سيُفرض بالقوة ليس واردا في قاموس فريقي النزاع.
من الواضح أن الملف الرئاسي انتقل إلى ضفة جديدة عنوانها المواجهة المفتوحة والتي تدخل فيها لعبة الضغوطات والتعطيل وأي تسمية تخدم هذا العنوان الكبير.