هذه المرة حرص الديبلوماسي الأوروبي الغربي، صديق لبنان وعاشقه، على أن يتناول حوارنا شبه الأسبوعي مسألة ترشح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة. هنا بعضٌ مما قال:
استهل الكلام بالقول إن الزعيم الزغرتاوي لم يستقر، بعد، على موعد حاسم للانتقال من كونه مرشحاً «مضمَراً» الى مرشح معلَن. إلا أنه يدرك جيداً (ومن ورائه حزب الله والرئيس نبيه بري) أن الوقت سلاح ذو حدين، وأن التطورات والأوضاع في لبنان ضاغطة جداً، إذ يستحيل المضي في الشغور الرئاسي من دون أن يتمدد انهيار الأمن الاجتماعي الاقتصادي المالي الى فوضى أمنية تكون ما دون الحرب ولكنها ما فوق الاضطراب المحدود. وهذا ما لا يريده أحد في لبنان من القوى الفاعلة ذات الشأن.
إن «منسوب» تمسّك الثنائي الشيعي بفرنجية لم يتراجع بعد، وإن كان بعض القياديين في حزب الله «أبلغونا» أنهم «يدرسون» احتمالات أخرى ولكنها لم ترقَ بعد الى حد عرضها على السيد حسن نصرالله اذ يعرفون أن قراره بفرنجية هو حاسم، حتى الان على الأقل.
إن شخصية مالية لبنانية متمكنة تستفيد من صداقاتها العالية جداً في واشنطن وباريس، لتخوض معركة فرنجية، وهي «تتحرك كالمكوك» بين واشنطن وباريس منذ نحو شهرين (وتستمر) دعماً لرئيس تيار المردة، وتعرب عن «استعدادها الكامل»، لبذل كل ما تقتضيه المعركة، وهي مسموعة الكلمة في أعلى دوائر البيت الأبيض وقصر الإليزيه …
وهذه الشخصية على صداقة وثيقة وعائلية مع الرئيس نبيه بري والسيدة عقيلته، ولا تسعى الى أي موقع أو منصب نيابي أو وزاري، وقد سبق للرئيس بري أن عرض عليها ذلك في تسعينات القرن الماضي فرفضت. واليوم تلتقي مع رئيس المجلس على دعم فرنجية بقوة.
الملياردير اللبناني المشار اليه أعلاه «كان» على صلة وثيقة بالرئيس ميشال عون، وهو على روابط متينة ببكركي اليوم وسابقاً…
… ولكن علاقته ليست على ما يرام بالدكتور سمير جعجع، وقد فشلت محاولة جدية لـ «تظبيط» هذه العلاقة قام بها أحد أقربائه، وهو (رحمه الله) كان شاباً وجيهاً ورجل أعمال مثقفاً، كما أنه كان على صداقة عائلية مبنية على مودة واحترام مع الدكتور سمير جعجع والسيدة عقيلته، فتوصل الى لقاء بين نسيبه الميلياردير ورئيس القوات في بلد أوروبي شرقي، ولكن النتيجة جاءت سلبية بسبب «فقدان الكيميا» بين الرجلين (…).
ومن النقط التي تداولناها أنا والديبلوماسي الأوروبي الغربي إمكان تفاهمٍ ما بين «الحكيم» ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في المسألة الرئاسية، وهو حديث يطول، ولا يتسع له المجال اليوم.