استوقفَت الكثيرين وخطفت الاهتمامَ اللهجةُ عالية النبرات التي طلع بها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من «مربى الأسودي»، عروس البقاع زحلة، دار السلام، لدرجة أن أصداءها وصلت الى خارج لبنان. وقد هاتفني الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق، عاشقُ لبنان مبادراً الى طرح السؤال الآتي: ألم يفاجئْكَ السقف الرئاسي العالي الذي رفعه السيد جعجع من زحلة؟
أجبته: استوقفني ما أحب أن أسميه «البيان التصاعدي» في كلام رئيس القوات أكثر مما فاجأني الصوت والنبرة العاليان، من خلال ذلك جاء «كلام زحلة» في سياق طبيعي للمتابع.
قاطعني الديبلوماسي الصديق إياه قائلاً: ألتقي معك في هذه النقطة، ومن خلال متابعتي اليومية لأحوالكم لاحظت كيف ارتقى صعوداً كلامُ الحكيم من أنه ضدّ مقاطعة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، الى تعطيل النصاب جلستين أو ثلاثاً (إذا كانت الأكثرية متوافرة لمصلحة مرشح حزب الله)، الى مقاطعة الجلسة وتطيير النصاب، الى الجزم أخيراً بأن وصوا مَن أسماه بـ «مرشح الممانعة» لن يمر الى قصر بعبدا.
وانتقلنا في الحديث الى المتداول حول قدرة المرشح الرئاسي سليمان فرنجية على إيجاد حلّ مسألتين بالغَتَي الأهمية وهما إعادة النازحين الى سوريا، والتوصل الى تفاهم حول الاستراتيجية الدفاعية…
وبعد حوار طويل ورأيه الشخصي ورأي بلده الأوروبي الغربي البارز في هاتين القضيتين «الجوهريتين» ومدى صدقية الوعد في شأنهما، (وهو ما أحتفظُ به لنفسي إذ أنه يدخل في أمانات المجالس) فقد رغِب إليّ أن أذكر الاقتراح الآتي:
إذا كان مسيو فرنجية واثقاً من قدرته على إنجاز الاستراتيجية الدفاعية وأيضاً حلّ عقدة النازحين السوريين، فليتقدم ببرنامجه الرئاسي ويحدد موعداً أقصاه ثمانية عشر شهراً يلتزم خلاله بتحقيق التعهدَين المذكورَين، على أن يستقيل في حال انتهاء المهلة ولم ينفذ وعده.
فقلت له: لماذا لا يطلب بلدُك منه مثل هذا التعهد؟!.(…).