IMLebanon

فرنجية : إستعينوا على قضاء حوائجكم بالسرّ والكتمان 

 

 

من بداية المعركة الرئاسية يتعامل الأفرقاء السياسيون والمرشحون الطبيعيون لهذا المنصب بطريقة مختلفة عن تلك التي عهدها لبنان من قبل، فيلاحظ أن المرشحين ومَن يتبنى ترشيحهم، يؤيدون ضمناً وليس علناً، خاصة بعد أن درجت عبارة حرق الأسماء بمجرد إعلانها قبل إنضاج الظروف أو التسويات التي تضمن وصولهم الى قصر بعبدا…

 

ووفق القاعدة المعتمدة حالياً بهذا الإستحقاق، لعل الاسم الأبرز الذي لم يَطرح نفسه بشكل علني ورسمي حتى اللحظة هو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، بانتظار ضمان وصوله الى المنصب الذي يعتبره فرنجية حقا له بهذه المرحلة، بعد أن تنازل عنه في مراحل سابقة وفقا لمنطقه…

 

يتكىء فرنجية على حزب الله في معركته الرئاسية، حتى وكأنه يُلزمهم به، في وقت لم يُقدِّموا له أي التزام، على خلاف ما جرى مع الرئيس ميشال عون وقتذاك، ورغم أنه كان يعلم بوعد السيد نصرالله للرئيس عون، عتِب على الحزب واعتبر نفسه متنازلاً في تلك المرحلة التي كانت المرة الثانية وفقاً لحساباته، فالمرة الأولى كانت عندما حصل التمديد للرئيس اميل لحود، وقيل يومذاك إن فرنجية كان الاسم المطروح بدل التمديد، وأن الحزب فضّل لحود عليه. مع العلم أن مَن كان مطروحاً في ذلك الوقت هو النائب الراحل جان عبيد، وهنا كانت المفاضلة عند حزب الله، لكن لعل فرنجية بنى على سوء الفهم، واعتبر ما حصل أول تنازل له عن موقع الرئاسة.

 

ومن هذا المنطلق، يرى فرنجية أنه سيمضي في ترشيحه حتى النهاية في المرة الثالثة، ولن يقبل أن يكون هناك أي مرشح آخر من المحور الذي ينتمي إليه، ما دام حزب الله ليس لديه اسم آخر غيره ضمناً، باعتبار أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل غير مرشح، وهو لن يتراجع عن ترشحه، إلا في حال تراجع حزب الله عن تبنيه.

 

حساسية المرحلة ودقّتها بالنسبة لفرنجية دفعته الى خوض المعركة الرئاسية وفق مقولة: استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان، بحيث أن هناك قرارا بالتزام الصمت الإنتخابي الرئاسي التام، أي بعدم التصاريح والمقابلات الإعلامية، وكأنه يخوض المعركة سراً، حتى أن هناك مَن علّق قائلاً: أين فرنجية من معركته الرئاسية؟ وهل يريد من حزب الله أن يَخوضها عنه أيضاً؟

 

يضمن رئيس «تيار المردة» الأصوات الشيعية وأغلب الأصوات السنية وبعض الأصوات المسيحية، ورغم ذلك يعلم أنه يحتاج إما لأصوات «التيار الوطني الحر» وإما لأصوات «القوات اللبنانية»، وكلاهما غير متوفر حتى الآن، وهذا ما يُعتبر أهم عقباته الداخلية عدا عقباته الخارجية.

 

لم يستطع حزب الله إقناع باسيل بفرنجية الذي يبدو انه فقد الأمل من قبول باسيل به الى حد ما. موقف التيار يدفع بطرح سؤال بديهي لفرنجية: لماذا لم يُحسِّن علاقته بالتيار الوطني الحر طوال عهد الرئيس عون تحسّباً لهذه اللحظة؟ ألم يكن خفّف على نفسه عِقَد وصوله؟!

 

خارجياً، نصح الأميركي والفرنسي فرنجية بالتفاهم مع المملكة العربية السعودية من أجل تسهيل وصوله لقصر بعبدا باعتقادهما أنها لن تقبل، لكن فرنجية بنى على ليونتها من دعوته للقاء الأونيسكو وجلوسه بالصفوف الأمامية، فاعتبر ذلك مؤشر إيجابي له مما يُسهّل عليه إقناعها، فقبولها به بالنسبة له يُزيل عقبة داخلية أيضاً بتأمين النصاب أو الأصوات «القواتية» له وبذلك يؤمِّن الغطاء المسيحي له.

 

إذاً، يمضي فرنجية بترشحه ويمضي حزب الله بتبنيه حتى اللحظة، لكن هل ستساعده الظروف الخارجية والداخلية للوصول الى قصر بعبدا؟ أم أنها ستدفعه االى لتنازل مرة ثالثة بحسب اعتقاده؟؟!! سؤال تُجيب عنه الأيام المقبلة… فلننتظر…