IMLebanon

حسابات فرنجية ابعد من زغرتا

برغم كل محاولات «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» طمأنة القوى المسيحية الاخرى، الى ان تفاهمهما لا يستهدف الغاءها او اقصاءها، إلا ان هذه القوى تستشعر بان أحد أبرز أهداف هذا التحالف هو تهميشها والتضييق عليها.

وقد أتى بعض الصيغ الانتخابية، لاسيما ما عُرف بـ«مُختلط» الوزير جبران باسيل، ليزيد من ارتياب تلك الاطراف في حقيقة نيات الثنائي المسيحي المتهم بانه يسعى الى قانون انتخابي يسمح له باكتساح المناطق المسيحية، مستفيدا من قوة الدفع التي انتجها تفاهم الرابية – معراب.

ولا يخفي رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية قناعته بان التحالف بين «التيار الحر» و«القوات»، هو «سلطوي» بالدرجة الاولى، ويرمي الى تحجيم خصومهما، من أجل احتكار الحصة المسيحية في الدولة، وتقاسمها بينهما حصرا، على حساب أدوار الآخرين وحقوقهم.

ويذهب أحد قياديي «المردة» في انتقاده لسياسة هذا الثنائي الى حد القول ان اتفاقهما هو «سايكس- بيكو» مسيحي، يرمي الى ترسيم حدود المكتسبات بين «التيار» و«القوات»، ومحاولة فرض ما يشبه «الانتداب السياسي» على الساحة المسيحية، سعيا الى اختصارها بهما ومنع تكوين كتلة وازنة معارضة لهما، مؤكدا ان هذا المشروع الاستئثاري والاقصائي لن يمر، وسيتم التصدي له.

وعلى قاعدة ان المصيبة تجمع، يلفت القيادي الانتباه الى ان طريقة تصرف الحلف الثنائي ستدفع كل الاطراف المسيحية المتضررة منه الى الاصطفاف التلقائي، على ضفة واحدة، لمواجهة محاولة الالغاء التي تتعرض لها، موضحا ان «المردة» يؤيد اعتماد النسبية، لانها السبيل الوحيد لحماية التنوع السياسي وانشاء تحالفات عابرة للمناطق.

ويشير القيادي البارز في «المردة» الى ان ارقام انتخابات عام 2009 تُبين ان اعتماد النظام النسبي سيسمح بقدر واسع من التعددية في التمثيل المسيحي، وصولا الى الحؤول دون اختزاله بأحد او تذويبه في وعاء واحد، ملاحظا ان «التيار» و»القوات» يحاولان تثبيت النظام الاكثري في الاماكن التي يعتقدون بانهم أقوياء فيها، والاستعانة بالنسبية في الاماكن التي تشكل بالنسبة اليهما نقاط ضعف.

ويستغرب القيادي كيف ان الرئيس ميشال عون يتمسك في كل مناسبة بمبدأ بالنسبية الشاملة، «ونحن ندعمه في ذلك، بينما يطرح الوزير جبران باسيل خلال المفاوضات مشاريع مختلطة تضرب جوهر النظام النسبي وجدواه.»

ويؤكد القيادي ذاته ان سليمان فرنجية ليس قلقا على مصير المقاعد النيابية في زغرتا- الزاوية، وهو يستطيع الاحتفاظ بها، ايا يكن قانون الانتخاب وأيا تكن قوة التحالف بين «التيار» و«القوات»، لافتا الانتباه الى ان ما يهم زعيم «المردة» هو تأمين افضل الشروط الممكنة امام الاطراف المسيحية الاخرى لخوض انتخابات عادلة، من عكار الى جزين مرورا بزحلة وجبل لبنان.

ويحذر القيادي المقرب من فرنجية الى ان الاستراتيجية المعتمدة من قيادتي «التيار» و«القوات» في مقاربة قانون الانتخاب تنطوي على خطورة كبرى، لانها تقود الى مشكلة مع المكونات المسيحية داخل الطائفة الواحدة من جهة والى مشكلة أخرى مع الطوائف الاسلامية من جهة ثانية، «وهذا كله سيؤدي الى استفزاز الآخرين، وتكتلهم او تقاطعهم ضد التهديد المشترك».

ويرجح القيادي المطلع على مناخ بنشعي ألا يقبل «حزب الله» باي قانون انتخابي من شأنه ان يشكل تهديدا لحلفائه وأصدقائه المسيحيين، المتموضعين خارج أسوار تفاهم الرابية- معراب، لافتا الانتباه الى انه لا  مصلحة للحزب بان يستحوذ سمير جعجع على عدد كبير من المقاعد النيابية المسيحية، تحت مظلة تحالفه مع عون، على حساب التلاوين المتمايزة عن جعجع او المعارضة له.

ويشدد القيادي في «المردة» على ضرورة ان يستند قانون الانتخاب الى معيار واحد يسري على الجميع، وفق أداة قياس مشتركة، تخلو من الاستنسابية التي تهدف الى خدمة المصلحة الخاصة لهذا او ذاك.