Site icon IMLebanon

فرنجيه وجعجع يطوقان باسيل وهو يتمدد مناطقياً

اطلق إقرار قانون الانتخاب العد العكسي تحضيرا للاستحقاق الرئاسي المقبل لعدم طي صفحته بدخول رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا، لان عودة عون الى «قصر الشعب» بعد 26 عاما رئيسا للجمهورية فرضته حالته النيابية -الشعبية التي بناها على شعارات سياسية خاطبت وجدان المسيحيين

ولذلك يشكل الاستحقاق النيابي المقبل محطة لتحديد احجام الأحزاب المسيحية الأربعة التي توافق أقطابها الأربعة بان يكون رئيس الجمهورية احدهم، لتمتعهم بشرعية شعبية متفاوتة تجعل المنافسة محصورة بينهم ،وعليه يعمل كل منهم لتوسيع تكتله خلافا للنتيجة المرتقبة منذ اليوم بان العديد النيابي للتيار الوطني الحر سيتقلص باقرار رئيسه الوزير جبران باسيل الذي اعلن بان تضحيتهم بالقبول بهذا القانون هو لتحرير النائب المسيحي من قبضة القوى الاسلامية وان كانت المحصلة على حساب حجم تكتله.

اذا ستخوض القوى الانتخابات المقبلة على قاعدة تحضير ذاتها للانتخابات الرئاسية ولن يتعدى بالحد الأقصى كتلة اي منهم 15 عضوا، حتى بشهادة نواب تكتل التيار الوطني، ولذلك تشكل الاحجام المتقاربة اوالرصيد المسيحي وأحيانا بتأييد مستقلين لهم اذا ما فاز بعضهم، ورقة لكل من المرشحين  الثلاثة الوزير جبران باسيل، النائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع للانطلاق من قوة تمثيل مسيحي، ليتلاقى واقع كل منهم مع قوى سياسية تؤيده للاقتراب من قصر بعبدا، على ان يكون للعوامل الخارجية دورا مؤثرا كما حصل في انتخاب عون حيث كانت موازين القوى لصالح محوره، فتم انتخابه عندها رئيسا، حيث كان الكلام واضحا في كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يومها ولباسيل بنوع خاص الذي شكر حصراحزب الله على دعم  انتخابه لعون.

وفي ظل الخلاف المباشر بين فرنجية وباسيل وكذلك بين قطبي الثناىي المسيحي باسيل وجعجع على ما تدل الوقائع الظاهرة والمعطيات المكشوفة الى حد استحالة إنعاش اي تحالف بين التيار والمردة اوتفاهم رئاسي جديد بين باسيل وجعجع، ثمة تلاق بين معراب وبنشعي على أضعاف باسيل لإخراجه من الشوط الرئاسي المقبل بحسب اوساط مطلعة، اولا من خلال اسقاطه اذا ما تمكنا من ذلك اوتقليص تكتله الى حد يبدوفيه غير قادر ان يتقدمهم بعدها

فبعد اتفاق جعجع مع عون وتجربته الخاسرة مع باسيل لم يعد الرجل متحمسا لإعطاء باسيل فرصة تمكنه ان يقوي عوناً ثانياً عليه ولم يتجاوز بعد العقد الخامس من العمر، ومرحلة ما بعد انتخاب عون والعلاقة الحالية بين التيار والقوات لا يشجعان جعجع على المخاطرة بعد بحيث لم يعد بامكانه تحمل خسارات.

في حين لمس فرنجية مدى محاولات باسيل لإنتاج قانون انتخابي هدفه الاول إلغائه لإبعاده عن الحلبة الرئاسية، لولا تدخل حزب الله مرارا الى حد موافقة كل القوى على صيغة من روحية موقف حزب الله الذي تمسك بالنسبية، بحيث ان التزام السيد حسن نصرالله فقط بدعم عون رئاسيا، اضافة الى تأييد الثناىي الشيعي لفرنجية جعل رئيس المردة يرتكز على قوة عملية في هذا الاستحقاق.

ولا يعني تلاقي بنشعي -معراب ان تحالفا انتخابيا سينشأ بينهما رغم المناخات الإيجابية مؤخراً، لكن في ظل هذا المناخ يتلاقى جعجع -فرنجية على اخراج باسيل عن الحلبة الرئاسية في «التوقيت المرتقب» بحسب الاوساط، اذ يستند فرنجية الى دعم كل من الثناىي أمل وحزب الله، اضافة الى التزام السيد نصرالله بفرنجية، لم يخف الرئيس نبيه بري قوله لزواره «معقول ان يعمد باسيل  الى  قانون انتخاب يضع من خلاله ذاته اوجعجع امامي لانتخب احدهما رئيساً في المستقبل وانا ملتزم مع فرنجية بحكم الصداقة والوعد السابق» في حين الرئيس سعد الحريري لا يزال يميل الى رئيس المردة ومواقف عدة دلت على ذلك، ثم ان توجه حزب الله لعون اعتماد التكليف الشرعي هذه المرة بحسب الاوساط، وتركه الخيار لناخبيه، بحيث تقترع شريحة واسعة منهم في اتجاه حلفاء مناطقيين لفرنجية بهدف تحقيق التقارب والتوازن في الاحجام بين رئيسي التيار الوطني الحرّ والمردة.

 من جهته يعمل جعجع على فرض واقع يجعل تكتل القوات مؤثرا ولا يمكن تجاوزه ويعمد الى وضع الماء في نبيذ مواقفه فيما خص الثنائي الشيعي، اذ ليس من الصعب التوصل يوما لتفاهم رئاسي معهما، والخلافات بينهما ليست أساسية طالما ان عون الذي كانت له جولات عسكرية في مواجهته محور الممانعة اضحى حليفا له وعمد هذا الفريق على دعمه ،عدا ان التوازنات الخارجية تلعب دورا وهو رهان يبني عليه منافسه فرنجية ،لانه بعد ظاهرة عون الشعبية، لن يكون الواقع الشخصي جد مؤثر بل عندها ستكون التوازنات اوالتفاهمات الخارجية مرجحة بحيث ام ان يكون رئيسا اوايضا لاعبا أساسيا.

فكل من جعجع وفرنجية يعملان على ان يكون وجها لوجه على الحلبة تضيف الاوساط، في حين ان باسيل يعمل على تحالفات تمكنه ان يحصل على تكتل يفاجئ الجميع بحجمه النيابي ليبقى متقدما على الآخرين خصوصا ان انتشار التيار الوطني الحر يعطيه هامشا واسعا للتحالفات على غرار نسج بعضها مع الحزب السوري القومي الاجتماعي في كل من الكورة، المتن الشمالي والحصول على أصوات الحزب في عدة مناطق اسوة بدائرة الشوف -عاليه، طالما رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل لا يريد التحالف مع التيار اوالتوجه عندها  لاستمالة رئيسة الكتلة الشعبية مريام سكاف المؤيدة لفرنجية سياسيا ورئاسيا، في المقابل يعمد جعجع على توسيع تكتله من خلال تحالفات مناطقية جديدة، في حين ان ثمة تحالفات ستشهدها المناطق ستحمل الى مجلس النواب مؤيدين لانتخاب فرنجية رئيساً.