8 آذار: مضيعة للوقت الحديث عن تسويات لا يسبقها توافق على السلة الكاملة
فرنجية سأل مجدداً وحزب الله رد: ميشال عون مرشحنا
صحيح ان مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري تصب في خانة مؤازرة الحراك الدولي لحل ازمة رئاسة الجمهورية الا انه لا يمكن الحديث عن حلول في البلد قبل البحث في تعديل النظام السياسي القائم وهو ما يمكن تصنيفه بأقل من مؤتمر تأسيسي.
ولأخذ العلم فقط، يمكن التأكيد على انه سواء كان الخيار هو اجراء الانتخابات النيابية بقانون الستين او بقانون انتخابي جديد على قاعدة تقصير ولاية المجلس النيابي الحالي فان المحصلة تبقى واحدة وفقا لمصدر سياسي بارز في 8 آذار: «ان حزب الله لن يقبل بتضييع دماء شهدائه في تسويات داخلية او خارجية لا تحفظ له هذه التضحيات وتضمن حق حليفه الجنرال ميشال عون في رئاسة الجمهورية».
من هذا المنطلق، يمكن مقاربة الخيارات المطروحة للحل كالتالي:
أولاً: إذا تعامل بعض الافرقاء مع مسألة تقصير ولاية المجلس النيابي واجراء الانتخابات وفقا لقانون الستين او لقانون انتخابي جديد من باب إلزام عون بولاية رئاسية محددة والتي بالمناسبة «ابلغ الجنرال حلفاءه برفضه لها»، فان قبول حزب الله بهذه الصيغة يعتمد اولا واخيرا على موافقة عون عليها وعلى قبول باقي الأفرقاء بحقه في الترشح مجددا للرئاسة بعد انقضاء ولايته الانتقالية وإلا فلا داعي للبحث في هذا الموضوع من اساسه وللاكتفاء بانتظار نتيجة الانتخابات النيابية المقبلة.
ثانياً: ان خيار الذهاب الى مؤتمر داخلي موسع شبيه بالدوحة هو قريب من فكرة «السلة الكاملة» التي طرحها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سابقا، وبالتالي فانه يتوافق كليا مع رغبة الحزب وحلفائه في 8 آذار في ايجاد اليات للبحث في تعديل النظام السياسي القائم دون الحاجة الى الذهاب الى مؤتمر تأسيسي.
عليه ، لا يمكن الرهان على ان حزب الله سوف يمارس ضغطا جزئيا او كليا على حليفه ميشال عون للسير بأية تسوية رئاسية انتقالية اذا «لم يوافق كل الافرقاء في لبنان سرا او علنا على سلة سياسية كاملة تبدأ بقانون انتخابي جديد يفضله الحزب على اساس النسبية مع مراعاة دور حليفه في الرئاسة ولا تنتهي عند اجراء تعديلات على النظام السياسي».
بناءً على ما تقدم، فإن الحديث عن تسويات لا يسبقها خيار التوافق بشكل أو بآخر على السلة السياسية الشاملة هو مجرد مضيعة للوقت، كما ان تلويح البعض بإمكانية السير بمرشح توافقي من خارج صف 8 آذار هو محض اوهام.
ومن باب التذكير فقط ، فان رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية كان قد التقى احد القيادات المهمة في حزب الله بعد قيامه بواجب التعزية بمصطفى بدر الدين وسمع مجددا ردا واضحا حول اسباب عدم سير الحزب به مرشحا للرئاسة: «مرشحنا هو ميشال عون».