لم يقل احد الى الان، انه ضد وصول النائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، فيما من المؤكد ان من هو مع فرنجية بشكل مؤكد نواب قوى تيار المستقبل الذين لن يكون بوسعهم قول لا للرئيس سعد الحريري، بعكس كل من ليس على علاقة عضوية مع المستقبل، لكن هذا لا ينطبق على نواب القوات اللبنانية الذين قد يكون من الصعب عليهم قول لا للحريري، الا في حال كانت الامور مرشحة لان تصل الى حد حصول قطيعة بين الجانبين وهذا مستبعد تماما في حال اجرت القوات حسابات سياسية – نيابية حيث سيتبين لها ان ثمة استحالة حصول طلاق بينهما (…)
ووجه الاستبعاد هنا له علاقة بالحال الطارئة التي تجمع القوات بالتيار الوطني الذي يناصب رئيس القوات سمير جعجع العداء الذي لم تنفع معه مصالحة شكلية من خلال ورقة تفاهم جنبت الجانبين مشاكل ومواجهات سياسية تبين في النتيجة انها بلا طائل والمقصود هنا كخلاصة سياسية واضحة ان بوسع القوات التفاهم الجدي مع تيار المستقبل بعكس ما هو مرشح الحصول مع التيار العوني غير المستعد لان يتخلى عن احد نوابه بعكس ما هو حاصل وما قد يحصل مع المستقبل الذي على استعداد دائم لان يعطي القوات من غير حاجة الى مبادلته باستثناء ما يقال عن ان القوات تؤمن للمستقبل التيار المسيحي المساند للسنة!
هذه النقطة ليست طارئة على علاقة المستقبل بالقوات والعكس بالعكس لان سنة المستقبل يؤيدون موارنة القوات من غير ان يحسبوا حسابا لموقع نيابي حيث سبق للمستقبل ان تخلى عن مواقع سياسية لمصلحة القوات وليس العكس، بدليل ترجمة ذلك في مقاعد في منطقتي زحلة والبترون والكورة لان الصوت السني وازن فيها ويصب لمصلحة القوات وليس في اية مصلحة اخرى (…)
وما ينطبق على القوات لا بد وان ينطبق على علاقة المستقبل مع حزب الكتائب في «حرب طرابلس» حيث اعطى السنة مقعدا نيابيا لمصلحة سامر سعادة، اضافة الى مقعد نيابي اخر في بيروت الاولى الذي يصب في مصلحة النائب الكتائبي من غير حاجة الى مقارنات نيابية اخرى لها علاقة مباشرة بالمعارك السياسية التي لا تستقيم بمعزل عن تحالف الاحزاب المسيحية مع تيار المستقبل بصورة واضحة لا تحتمل التأويل (…)
على اساس ما تقدم من المرتقب ان يصدر عن القوات وعن الكتائب ما يفهم منه انهما مع تبني ترشيح الحريري للنائب سليمان فرنجية من دون حاجة الى ان يكون احد منهما على حرج سياسي، اضف الى ذلك ان جعجع لا بد وان يهتم شخصيا بتسوية الخلاف التاريخي بينه وبين آل فرنجية، ربما على اساس مقاربة العملية الانتخابية في المقاعد النيابية في منطقة زغرتا – الزاوية، حتى ولو كانت القوات قد اضطرت لان تتخلى عن موقع انطوان زهرا في البترون كنصف حل ذكي يكفل سحب البساط من تحت اقدام المرشح الوزير جبران باسيل!
وما ينطبق على تحالفات القوات والكتائب يمكن ان ينطبق على تحالفات التيار الوطني مع تيار المستقبل في مناطق معينة قد لا تخرج عن التفاهم النيابي الا في حال اختلفت حسابات رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون مع غيره باستثناء الحلف القائم بينه وبين حزب الله غير المرشح لان يهتز مهما اختلفت الاعتبارات السياسية (…)
اضف الى ذلك ان هناك صعوبة موصوفة تمنع الكلام على نظرة حزب الله الى التفاهمات الاخيرة ذات العلاقة بترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، لاسيما ان الحزب على علاقة تفاهمية مع الجنرال عون ما يمنع كسر حاجز العلاقة مع تيار المردة الذي له علاقة جيدة ووطيدة مع حزب الله، لاسيما بالنسبة الى سلاح المقاومة الذي يوصف بانه غير شرعي!
وما يقال عن هذه النقطة بالذات يقال مثله واكثر عن ان صفقة
ترشيح فرنجية لم تكن ستعلن لولا ثقة من رشحه بان خطوة بمثل هذا الحجم قابلة للمعالجة في حال وصل فرنجية الى قصر بعبدا وهذا مرشح للقول ايضا ان العماد عون لن يتخلى عن علاقته مع تيار المردة، من ضمن صفقة الرئاسة التي تعني الكثير بما في ذلك السلاح غير الشرعي الذي من الواجب ان يؤخذ بجدية متناهية من قبل الجميع بلا استثناء، خصوصا ان الرئيس سعد الحريري ما كان ليقدم على الخطوة في حال عرف ان ثمة موانع امامها؟!