Site icon IMLebanon

فرنجية نسف الاستطلاع!

تكراراً : من هو المسيحي الأقوى؟

استطلاع لا يستطلع شيئاً ولن يفتح الأبواب الموصدة على الفراغ الرئاسي، لأن الذين يعطلون عملية الإنتخاب بإمتناعهم عن حضور الجلسات، يريدون عملياً خنق الجمهورية وشلّ الدولة ومؤسساتها بحيث يصبح المؤتمر التأسيسي مطلباً على طريقة “حج خلاص”!

ولكن ها هو سليمان فرنجية بصراحته المعهودة يضع رصاصتين في رأس الاستطلاع:

اولاً عندما قال لإبرهيم كنعان الذي ذهب يستطلعه في شأن الإستطلاع، انه لا يمانع في إجرائه ولكن أيا كانت النتيجة فإن مرشحه للرئاسة هو ميشال عون، ولا بد ان كنعان قد وقع في حيص بيص، فلماذا الاستطلاع اذا كان فرنجية مثلاً لن يلتزم نتيجته!

ثانياً عندما دعا الى ان يكون الاستطلاع وطنياً، باعتبار ان رئيس الجمهورية هو لكل اللبنانيين وليس للمسيحيين وحدهم، وهذا ما يعيدنا الى مربع الإستفتاء المرفوض لألف سبب وسبب، أما حديثه عن شفافية العملية الإستكشافية [كي لا أكثر من استعمال كلمة إستطلاع فقد طلعت روحنا وروحكم طبعاً] وإشارته كذلك الى الشركات التي ستجريه، فدليل على وجود شكوك لديه في ما يتّسم به الإستطلاع من شفافية، ما لم تقم فرقة من جنود مريم بهذه المهمة الجليلة!

الدليل على ان هذه الشكوك وجيهة ومحقة هو المحاولات الالتفافية لإقناع الناس بأن الإستطلاع يحفظ دستورية الإنتخابات الرئاسية، هذا في حين أقدم نواب ٨ آذار الأشاوس على قبر الدستور ٢٥ مرة متتالية ووضعوا عليه حجراً ثقيلاً، عندما لم يمارسوا واجبهم الدستوري في النزول الى مجلس النواب وتمسكوا بتعطيل النصاب في رهان واضح عند البعض منهم على تعطيل الدستور والجمهورية، وفي رهان عند البعض الآخر على انه ان لم نصل الى الرئاسة فلا معنى لبقاء الجمهورية!

وفي عودة الى تقنيات الاستطلاع من غير شر، من الضروري طرح أسئلة محددة عن هذه العملية خصوصاً اننا تعودنا ان معظم الإستطلاعات عندنا هي مجرد أرقام مفبركة تخرج من الجوارير لتلبي رغبة المكلِّفين وترد على غاياتهم وتقدم ما يمكن ان يخدم غرضياتهم، وهو ما يمثّل تزويراً فاضحاً ووقحاً لإرادة الناس!

لهذا من الضروري سؤال المستطلِعين:

في أي مناطق من لبنان السعيد سيُجرى الإستطلاع، وما هي أعمار الذين سيشملهم إستطلاعهم، وما مدى تنوّع مستواهم الإجتماعي، وما نسبة تفاوت ثقافتهم، وما هي أوضاعهم الإقتصادية، وما نسبة توزّعهم بين الجنسين، وهل سيجري اختيارهم عشوائياً، وفي أي الأوقات وأي الأمكنة سيُستطلعون، وما هو السؤال والأسماء او الأسئلة التي ستطرح عليهم، وهل يكون الإستطلاع شفاهة او عبر إستمارة محددة؟

للعلم فقط، ان عملية وضع الاسئلة وتنظيم الإستطلاعات بالكاد نجد من يتقنها في الدول الأوروبية !