Site icon IMLebanon

فرنجيه مرشحاً اليوم : دلالات ورسائل بارزة عون وجعجع في موقع حرج خارجياً؟

يتوقع ان يعلن النائب سليمان فرنجيه مساء اليوم ترشحه لرئاسة الجمهورية ما يعني عمليا تخليه عن دعم العماد ميشال عون بعدما كان يردد حتى الايام الاخيرة تمسكه بهذا الدعم. والدلالة التي يحملها ترشيح فرنجيه لنفسه انه يأتي معاكسا لكل ما سرب اعلامياً على اثر لقاءات عقدها مع كل من الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والرئيس بشار الاسد، بمعنى ان المضي نحو خطوة ترشيحه عقب اللقاءين يوجه رسالة قوية الى تلقيه الدعم للمضي فيها وليس التراجع عنها. وفيما يصدر كلام كثير عن الذين لا يملكون معلومات في حين ان مالكي المعلومات لا يتحدثون كثيرا ما ساهم في صورة غامضة للتطورات خلف الكواليس، تكشف مصادر معنية لـ”النهار” ان اعلان فرنجيه سيشكل خطوة جدية لاثبات فاعلية المبادرة وصدقيتها وليس تراجعها او طيها، وانها بدأت تشق طريقها الفعلي الى التنفيذ وما تحتاج اليه هو مزيد من الوقت ليس الا لاقتناع الافرقاء المعارضين بها، علماً ان الوقت الذي تحتاجه لن يكون طويلاً بما يتعدى مهلة الشهر او الشهرين على أبعد تقدير.

سألت مصادر ديبلوماسية المعنيين بالتسوية التي تطرح ترشيح فرنجيه عن ثلاث صيغ او نظريات لما يجري، باحثة عن جواب: النظرية الاولى ان التسوية تحتاج الى وقت من اجل ان يتم تقبلها في ظل اسباب سياسية مانعة او ايضا اسباب شخصية. والثانية ان هناك اعتراضا على مقترح التسوية اي الرئيس سعد الحريري الذي كان هو ايضا المقترح في مبادرة ترشيح العماد عون قبل ما يزيد على السنة باعتباره العامل المشترك الذي يمكن ان يسقط المبادرتين الواحدة تلو الأخرى نتيجة أي رفض لعودته وترؤسه الحكومة. والنظرية الثالثة ان هناك ارادة بابقاء الفراغ في رئاسة الجمهورية نتيجة الرهان على مزيد من التطورات كما تم الرهان على انتهاء الازمة السورية او توقيع الاتفاق النووي. وتلقت هذه المصادر اجوبة قاطعة من أكثر من مصدر معني بالتسوية المطروحة ان النظرية الاولى التي تتحدث عن حاجة التسوية الى بعض الوقت ليس الا هي الاصح. اذ ان النائب فرنجيه لم يتلق اي رد فعل سلبي ازاء ما نقله الى “حزب الله” الذي كان على معرفة بالاتصالات التي اجراها مع الحريري وكذلك الامر بالنسبة الى الاسد الذي كان على معرفة مسبقة بها هو ايضا. يروي بعض العارفين ان جلسات الحوار بين “تيار المستقبل” والحزب التي توالت في عين التينة حملت في احد عناوينها بند رئاسة الجمهورية وكان يرد عليه ممثلو الحزب بأن الممر الاساسي لذلك هو التحدث الى العماد عون، في حين ان هذا الجواب اختلف على ذمة هؤلاء العارفين في الجلسة الاخيرة حيث قال ممثلو الحزب إن الحزب كان على اطلاع على الاتصالات التي جرت بين فرنجيه والحريري وهو باركها وسيقوم باتصالاته او مساعيه في هذا الاطار.

من جهة المملكة العربية السعودية وتحفظها عن فرنجيه وفقاً لنظريات في هذا الاطار، فقد عقد موفدون من فرنجيه لقاء مع سفير المملكة في لبنان علي عواض عسيري اتسم بايجابية كبيرة ومباركة من المملكة للمسار الجاري على نحو يناقض ما ينسج او يراهن عليه في هذا الاطار. وهو ما قد يكشفه فرنجيه ايضا في حديثه التلفزيوني المرتقب.

هل اقفلت الحلقة اذا على المعترضين المسيحيين منهم في شكل خاص؟

الفريقان المسيحيان المعنيان اي التيار العوني وحزب “القوات اللبنانية” هما في موقع حرج حيال اي تعاطف خارجي انطلاقاً من ان الازمة استهلكت ليس سنة ونصف السنة من الشغور من دون نتيجة بل السنة التي سبقت انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان ما يجعلها سنتين ونصف السنة من المراوحة في ظل اصرار غربي خصوصا على ملء الفراغ الرئاسي وعدم قدرة لبنان على تحمل المزيد. الكرة في ملعب “حزب الله” من اجل اقناع عون فيما تجرى اتصالات حثيثة في المقابل من اجل اقناع الدكتور سمير جعجع الذي ليس خافياً انه كان أساسياً ومرجحاً في رفض دعم ترشيح عون قبل سنة تقريباً، فيما انه رفض قبل ثلاثة أشهر او ما يقاربها قائمة طويلة من المرشحين الذين يمكن ان يكونوا توافقيين من اجل تسويق أحدهم والدفع في اتجاه انهاء الفراغ الرئاسي. هذا الفراغ الرئاسي ومدى خطورته يقول معنيون بالتسوية هو السبب في الخلاف بين الحريري وجعجع الذي يعتبر ان البلد يمكنه ان يتحمل فترة اضافية وظروفاً أفضل فيما لا يراها الحريري كذلك. لكن المعنيين انفسهم يقولون إن جعجع الذي رفض قائمة من الأسماء تضم رياض سلامة والعماد جان قهوجي والنائب بطرس حرب والنائب روبير غانم والسفير جورج خوري والوزير السابق جان عبيد حين عرض الحريري عليه في الرياض اختيار احد هذه الاسماء، لا يزال على موقفه من دون أي حلحلة على رغم رغبة بعض حلفائه في اقناعه بجدية الخطوة وتقبلها واستيعابها. فحلفاؤه ضنينون به جدا ويحرصون على التواصل لاقناعه وعلى استمرار التحالف معه خصوصاً انهم على احترامهم لقراراته ان في شأن عدم مشاركته في الحكومة الحالية او في شأن عدم مشاركته في جلسات الحوار، ويعتبرون انه “اخطأ” في ذلك ولا يودون رؤيته “يخطئ” في الاستمرار في موقفه المعارض لوصول فرنجيه خصوصا ان مجرد تلويحه بقبول ترشيح عون او احتمال دعمه يعني انه كسر محظور التحفظ عن الموقف السياسي ويبقى الموقف الشخصي هو الاساس.