IMLebanon

التوافق على فرنجيه بالتكافل والتضامن بين الحريري وجنبلاط

تقرّ جميع القوى السياسية في لبنان بالربع الساعة الأخير الذي بات بمثابة العرف او «ماركة مسجلة» ولا سيما لناحية حسم الاستحقاق الرئاسي وهذا تقليد تعود عليها اللبنانيون منذ الاستقلال الى اليوم، ولكن في هذه المرحلة بالذات تكشف مرجعية سياسية بان الرئيس العتيد للجمهورية قد يظهر او ظهر قبل الربع الساعة الاخير، وذلك ما تبدى من خلال اللقاءات الباريسية لجملة اعتبارات لظروف داخلية واقليمية، فالكل يقر بأن الرئىس سعد الحريري توجه الى باريس للقاء النائب سليمان فرنجية بمباركة من المملكة العربية السعودية وكذلك النائب فرنجية مدعوماً من حلفاء «الخط».

وهنا تقول اوساط في تيار المستقبل بان اسم الرئيس العتيد يمكن القول انه حسم بمعنى ما جرى في باريس فاق التوقعات وكان البحث جدياً وحازماً وحاسماً والحريري ذهب الى العاصمة الفرنسية مدركاً المخاطر المحدقة بالبلد وبالمنطقة الى دخول الارهاب الى قلب اوروبا ولا سيما باريس، فهذه الامور تستوجب تنازلات وحكمة وتبصر من اجل ايجاد المخرج الملائم لانقاذ لبنان قبل ان «يقشط» الى قعر الوادي على اعتبار ان البلد وفي هذه المرحلة الحالية يرقص على حافة الهاوية وليس بحاجة اكثر من «نكزة» او «دفشة» ليسقط وعندئد من الصعوبة بمكان انقاذه في مرحلة تجتاحها الحروب من كل حدب وصوب لا سيما تلك المحيطة بلبنان.

وتكشف الاوساط المذكورة بأن اتصالات الحريري مع حلفائه بعد لقائه فرنجية، كانت واضحة وصريحة وودية مع كل الذين تهاتف معهم، وقد اجرى اتصالات باكثر من قطب وقيادي ومسؤول في قوى 14 آذار واعقب ذلك بلقاءات سداسية ورباعية وثلاثية تمحورت حول نتائج لقاءات باريس ما بعدها وهنا الأهم اذ علم انه وفي المرحلة المقبلة سيبدأ النقاش عميقاً لوضع الارضية الصلبة للعهد الجديد والبحث بعمق بالضمانات وسياسة هذا العهد وكل التفاصيل على اعتبار ان الامور في غاية الجدية وليس من مزاح في مثل هذه المناخات حيث الحرب مشتعلة ولبنان في وسطها وعود صغير يشعل البلد اذا بقيت الاوضاع على ما هي عليه.

وفي سياق متصل استحوذ اجتماع «اللقاء الديموقراطي» باهتمام لافت على حدّ قول مصادر اللقاء، على اعتبار انه يعقد منذ فترة طويلة ولعل ما في جعبة جنبلاط من تطورات ذات اهمية ما دفعه الى جمع الشمل لنوابه والعودة الى «مدخل منزله» في كليمنصو الذي شهد لقاءات مفصلية منذ العام 2005 والبارز في الحراك الجنبلاطي قانون الحديث والتطرق ومناقشة قانون الانتخاب حيث لا يعلو صوت جنبلاطي على صوت مواكبة ومتابعة هذا القانون اذ بات جلياً انه بعهدة النائب المخضرم مروان حمادة الذي يمثل اللقاء والحزب التقدمي الاشتراكي في مناقشة قانون الانتخاب وهو له باع طويل في هذا السياق وكل ما يتصل بالمفاصل السياسية والدستورية والاستحقاقية بصلة، وذلك يعني بحسب المتابعين لمجريات لقاء باريس وصولاً الى بيروت بأن جنبلاط قد يحمل كلمة السر لانتخاب الرئيس سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية بالتكافل والتضامن مع حليفه القديم الجديد الحريري ولهذه الغاية انتقل جنبلاط الى تصفيات النصف النهائي لبحث كل العناوين التي له صلة بعدة العهد الجديد من قانون الانتخاب الى الحكومة وغيرها قبل الوصول Final وعندئذ يحسم الـMatch دون اللجوء الى ركلات الترجيح بل بالتوافق اي انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية في حال سارت الامور كما مخطط لها على اعتبار هناك محطات لا يمكن تجاوزها وقد تعيد الاوضاع الى نقطة الصفر بمعنى المفاجآت واردة ربطاً بتطورات المنطقة الميدانية ولا سيما ما يجري في سوريا.

ولكن تؤكد مصادر مقربة من تيار المستقبل ان ثمة قبة باط سعودية اقليمية دولية لولوج الحل في لبنان والرياض داعمة انتخاب رئيس للجمهورية في سياق توافقي بين كل المكونات السياسية لان ذلك ينتج الاستقرار والتصالح بين كل الاطراف السياسية دون ان تنظر الى بعض الاطراف التي هي على خلاف مستحكم معها ان مع النظام السوري او حزب الله وحلفاء دمشق في بيروت ولكن ثمة مرحلة بالغة الخطورة ما استوجب دفع التسوية قدماً الى الامام وهذا ما ستشهده الساحة الداخلية في الايام المقبلة حيث ستتوالى المفاجآت من خلال الحلول التي اضحت في جيوب المعنيين.