IMLebanon

فرنجية مستمر بترشّحه.. والحريري بدعمه

معركة الرئاسة أوسع من حدود جونية أو طرابلس

فرنجية مستمر بترشّحه.. والحريري بدعمه

خاض رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية الانتخابات البلدية وفق استراتيجية مغايرة لتلك التي اعتمدها عام 2010.

هذه المرة، تصرف فرنجية كمرشح الى كرسي الرئاسة يبشر بالانفتاح على الخصوم، وليس كطامح الى زيادة عدد المقاعد البلدية والاختيارية التي يمون عليها، ما يفسر توافقه الانتخابي مع رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض، وهو ائتلاف تطلب أخذا وعطاء، وربما يكون فرنجية قد أعطى أكثر مما أخذ، لان حضوره في بلديات قضاء زغرتا هو في الاساس أكبر.

ومع ذلك، يؤكد مقربون من «المردة» ان التيار خرج بحصيلة مربحة ومريحة من الانتخابات البلدية في الشمال والتي بيّنت بالارقام انه موجود، ولو بنسب متفاوتة، على امتداد أقضية المحافظة وصولا الى بشري جبلا والميناء في طرابلس ساحلا.

ويوضح هؤلاء ان اللوائح التوافقية التي جمعت «المردة» مع ميشال معوض فازت بسهولة في قضاء زغرتا، اما في الكورة والبترون، فقد فازت بعض اللوائح المدعومة من «المردة» وحلفائه (القومي، الوزير بطرس حرب) او حققت خروقات، فيما خسرت أخرى بفوارق بسيطة.

ويشير المطلعون على أجواء بنشعي الى ان تجربة التحالف الانتخابي مع معوض كانت جيدة، مؤكدين ان الهدف الاساسي منها كان تحييد قضاء زغرتا عن الصراع السياسي الحاد، من دون ان ينفوا ان ترشح النائب سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية ربما شكل حافزا للتوافق الانتخابي وأنتج ظروفا مؤاتية له، لان المرشح الرئاسي الراغب في ان يحيط نفسه بأوسع مروحة ممكنة من الاحتضان يجب ان يتعاطى بانفتاح مع الآخرين، وليس انطلاقا من نزعة إلغائية واستئثارية كما يفعل البعض، وفق ما يتردد في الشارع المؤيد لـ «المردة».

ويلاحظ مناصرو «المردة» ان الانتخابات البلدية كشفت عن نقمة عارمة في الاوساط الشعبية على الطبقة السياسية، أصابت شظاياها العديد من الاحزاب التي كانت تفترض انها ستكتسح صناديق الاقتراع، «علما ان تيار المردة هو الاقل تضررا من هذه النقمة قياسا الى القوى الاخرى».

ويستبعد المقربون من بنشعي ان تترك نتائج الانتخابات البلدية عموما، وفي طرابلس خصوصا، انعكاسات مباشرة على الوقائع المتصلة بالملف الرئاسي، مشددين على ان النائب فرنجية سيستمر في ترشحه الى الرئاسة والرئيس سعد الحريري سيواصل دعمه لهذا الترشح.

ويؤكد هؤلاء انه ما من معطى جديد، محلي او اقليمي، يفرض على الحريري او فرنجية تغيير موقفه، لافتين الانتباه الى ان معادلة الاستحقاق الرئاسي أكبر من الانتخابات البلدية، «وهوية الرئيس المقبل لا تتوقف على نتائج معركة بلدية في طرابلس او جونية، وإنما تتأثر بحسابات العواصم الاقليمية والدولية الى جانب حسابات القوى المحلية، وبالتالي فان انتصار اللواء أشرف ريفي في عاصمة الشمال ليس عاملا مؤثرا في المعركة الرئاسية ولا في خيارات الحريري وفرنجية».

ويرى مناصرو فرنجية ان دعوة رئيس «المردة» للحريري، خلال الاتصال الهاتفي الاخير بينهما، الى ألا يشعر بالحرج إذا أراد دعم عون رئاسيا، لا يعبر عن بداية تحول في اتجاهات الريح او عن مقدمات لتبدل في الاصطفاف الرئاسي، وإنما يعكس بالدرجة الاولى موقفا أخلاقيا ومبدئيا لرئيس «المردة»، انسجاما مع طبيعة مقاربته لهذا الاستحقاق وتأكيده منذ البداية انه مستعد للانسحاب إذا قرر رئيس تيار المستقبل التصويت لعون، «وما قاله فرنجية للحريري يترجم مصداقيته».

ويعرب الدائرون في فلك «المردة» عن قلقهم من دلالات الفوز البلدي الذي حققه ريفي في طرابلس، «لانه يؤشر الى ان الخطاب المتطرف بات مقبولا ومطلوبا ويلقى رواجا واستحسانا لدى بعض الشرائح في المدينة، وكأن من يزايد أكثر يحصد شعبية أكبر، وهذا استنتاج مخيف، ويُخشى من ان ينعكس على أدبيات المرحلة المقبلة».

ولا يتوقع المحيطون بفرنجية ان تدفع نتائج طرابلس الحريري الى التخلي عن اعتداله ومجاراة ريفي في تطرفه لاستعادة الشارع، لان انتقال رئيس «المستقبل» الى مثل هذا الموقع من شأنه ان يجر تداعيات في غاية الخطورة، «في حين ان الاضرار المترتبة على سلوك ريفي تظل قابلة للاحتواء»، مشيرين الى انه «لا مفر في النهاية من ان يربح الاعتدال الحرب ولو خسر معركة، لان تركيبة لبنان وتوازناته لا تحتمل أي خيار آخر».