بين 2009 والموعد المفترض للانتخابات في ايار 2017 برزت متغيرات كثيرة، ابرزها انقلاب المقاييس وغياب فريقيّ 8 و14 آذار كما كانا سابقاً، بحيث انخلطت اوراق سياسية كثيرة وسوف تظهر تحالفات انتخابية لا تخطر على البال، لان المصلحة الشخصية تلعب دورها دائماً في هذا الاطار.
فإلى جانب ما تظهره الساحة الانتخابية فإن التحالفات ستلعب دورها على صعيد الثنائي الماروني، بحيث سيتحالفا في الانتخابات النيابية المرتقبة بهدف الفوز الكبير، بحسب ما تنقل عنهما مصادر سياسية متابعة للملف الانتخابي وقريبة من فرنجية، وتشير الى ان الاحزاب المسيحية الاخرى ومن ضمنها تيار «المردة» فقد بدأت ملامح تحالفاته ترسم وإن ليس في الاطار الرسمي. لكن ووفق المصادر فإن التيار سوف يوّسع من دائرة ترشيحاته ضمن مناطق لم تعرف مرة مرشحاً تابعاً للمردة. لكن هذه المرة سيكون من حزب «الوعد» وتحديداً رئيسه جو حبيقة في منطقة بعبدا، بحيث ينال اصوات الناخبين في منطقة الحدت التابعة سياسياً للوزير الراحل ايلي حبيقة والتي بقيت وفية له. إضافة الى اصوات حركة امل في منطقة بعبدا بسبب العلاقة الوثيقة التي كانت تربط حبيقة برئيس المجلس النيابي، إلا ان اصوات حزب الله ستصّب بالتأكيد مع مرشحي «التيار الوطني الحر» في المنطقة.
وفي اتجاه آخر، اختار فرنجية ايضاً منطقة بعلبك – الهرمل ليرّد الصاع صاعين للنائب اميل رحمة بحسب المصادر نفسها، بحيث إنقلب على فرنجية في الملف الرئاسي وسار في اتجاه مخالف له ، على الرغم من انه دخل كتلة «لبنان الحر الموّحد» التابعة لفرنجية، في ظل معلومات بأن إسم المرشح الماروني في بعلبك – الهرمل بات جاهزاً، وبأن حزب الله لن « يزّعل» رئيس المردة وسوف يعطيه المقعد الماروني في هذه المنطقة.
وإضافة الى ما ذكر فإن منطقة طرابلس دخلت ايضاً في طموحات المردة، بعد تفكك قوى عديدة منها زوال خط 14 آذار في المدينة كما كان في العام 2009، بحيث ستخوض قيادات هذا الفريق الانتخابات بخلاف ما كانت على حد قول المصادر القريبة من المردة، ومن نتائج ذلك انفصال الوزير السابق اشرف ريفي عن تيار «المستقبل» وخوضه الانتخابات الى جانب المواطن الطرابلسي والحراك المدني، وبروز تحالفات غريبة عجيبة في عاصمة الشمال منها تحالف المستقبل – المردة الى جانب النائب محمد الصفدي بعد تقاربه الاخير من الرئيس سعد الحريري.
هذا وتلفت المصادر المذكورة الى ان معركة طرابلس ستكون صعبة، وسوف تشهد انتخابات تنافسية حامية جداً، كما ان وجودها في دائرة إنتخابية واحدة مع قضاء المنية – الضنية سيزيد من حدّة هذا التنافس.
وأشارت المصادر الى ان عين فرنجية ايضاً على كسروان من خلال دعم نائب سابق بارز في المنطقة، إلا ان المصادر تؤكد بأن حلمه الكسرواني صعب المنال، لان الفوز مؤكد لـ«التيار الوطني الحر» خصوصاً بعد ترشيح العميد شامل روكز الذي ستطيح لائحته بالجميع، مما يعني بأن المرشح عن منطقة كسروان سيلاقي صعوبة كبيرة، وبأنه سيعّد للمليون قبل اعلان ترشيحه.
وختمت المصادر بأن فرنجية لم يعد يقبل بالحالة الزغرتاوية فقط، بل يطمح الى تشكيل كتلة مسيحية من عدد من المناطق اللبنانية، لان عينه على الرئاسة وهو وُعد بها، وبالتالي فهو يعمل على تغييّر مقولة النائب السابق فارس سعيد بأن «حدود فرنجية المدفون».