IMLebanon

فرنجية للمسيحيين: التسوية ستفرض نفسها

يحرص رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية على التعاطي مع القضايا السياسيّة المطروحة برويّة وحكمة إلى أبعد الحدود، بما في ذلك تجنّب كل ردود الفعل التي يمكن أن تنتج من التصريحات والمواقف المتعلّقة بمقاربة البعض لاستحقاق رئاسة الجمهورية في لبنان.

ويأتي حرص فرنجية انطلاقاً من قراره النهائي باستمراره في الترشيح، والانتظار الى أن يحين أوان التسوية التي يقتنع زعيم «المردة» بأنها ستفرض نفسها على الجميع. وبالتالي على المرء بنظره «أن يكون متوازناً ومنطقياً مع نفسه ومع بيئته ومع محيطه، ليكون حاضراً للتعايش مع المراحل المقبلة». ولعل ما قاله فرنجيّة خلال تكريمه في منزل المفتي مالك الشعار حول استعداده للالتزام إذا تم الاتفاق على ترشيح شخص غيره، يصبّ في هذا الاتجاه.

ويحذّر فرنجية، خلال لقاءاته المتعددة التي يعقدها مع من يلتقيهم يوميّا، وكان آخرهم مطارنة وكهنة وآباء في المطرانية المارونية أثناء زيارته طرابلس قبل أيام، من تداعيات استمرار هذا التشنج المسيحي الحاصل، لافتا الانتباه إلى أنه «عندما يجلس الإيراني مع السعودي تحل المشاكل ويحصل التفاهم بين السنّة والشيعة في المنطقة، وإذا لم يعرف المسيحيون كيف يقرأون المرحلة بطريقة ذكية، فإنهم قد يدفعون الثمن في حضورهم ووجودهم في هذا الشرق».

ويُسقط فرنجية هذا السيناريو على الواقع اللبناني، فيشير الى أنه «عندما يجلس الرئيس سعد الحريري مع السيد حسن نصرالله تحل المشكلة في لبنان، وقد بدأت بوادر هذا الحل تظهر». وهذا يعني، بالنّسبة له، أنّ «المشكلة ليست مسيحية وليست مع المسيحيين، ولكن علينا أن نكون جاهزين لمواجهة هذه المرحلة لكي يكون للمسيحيين دور أساسي، وأن لا يتحولوا الى عبء على أي طرف في البلد».

ويذكّر فرنجية بأنه «لو أننا شاركنا كمسيحيين في اتفاق الطائف، ولم نغلق على أنفسنا ولم نتخل عن دورنا، لكان وضعنا اليوم أفضل بكثير. كما أنّنا كنّا حافظنا على تمثيلنا وعلى أنفسنا في كل المراحل، ولكان لنا دور أكبر على المستوى اللبناني العام».

يقول فرنجية: «ليس صحيحا أنه إذا لم يُنتخب أحدنا لرئاسة الجمهورية تصبح حالة المسيحيين بالويل، وإذا انتخب للرئاسة ينال المسيحيون حقوقهم وتصبح أسهمهم في السماء، بل الأساس أن نعرف الدور المسيحي الذي من واجبنا جميعا أن نلعبه، فالانتخابات عندما يُكتب لها أن تحصل ستحصل، والتسوية ستفرض نفسها، وليست المشكلة في انتخابي أو انتخاب غيري أو عدمه، بل يجب في النهاية أن نعرف دورنا، للحفاظ على وجودنا وعلى أنفسنا».

يبدي فرنجية تفاؤله حيال التطورات الحاصلة في المنطقة، مستبعدا حصول أحداث أمنية كبيرة أو حرب إقليمية أو داخلية، أو تقسيم في بعض البلدان، مرجحا أن يصار الى تعزيز اللامركزية فيها من أجل الحفاظ على التوازنات الجديدة التي أفرزتها الأوضاع المتأزمة في هذه البلدان، مؤكدا أن «المرحلة الصعبة التي كنا نعيشها سابقا قد انتهت».

لا يرى فرنجية أن السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي يمكن أن يتخلوا عن لبنان، مشيرا الى أن الحديث عن سحب الودائع السعودية لا يقتصر على لبنان فقط، بل سيشمل بلدانا عربية أخرى، وذلك ضمن سياسة التقشف الاقتصادي «وهذا لا يمنع أن ما يحصل يشكل ضغطا كبيرا على لبنان، لكنه لا يعني أنه تخلٍّ عن لبنان بالسياسة».