IMLebanon

ما هي خلفيات إطلالة فرنجيّة من بكركي وماذا سيفعل المعارضون؟

يكثر الحديث مؤخرا في الاوساط السياسية ان شهر ايار سيكون حافلا بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، وربما يشهد في نهايته انتخاب رئيس للجمهورية او يكون معبرا لهذا الحدث في حزيران المقبل.

وما يشجع على هذا الاعتقاد، بروز اشارات وتسرب معلومات تفيد بان ما يجري في الخارج من تطورات تتعلق بالانقلاب السياسي في المشهد العربي والاقليمي لن تتأخر انعكاساته على لبنان بعكس ما يعتقد البعض، لا سيما ان الانفتاح العربي على سوريا سيكون له ارتدادات ايضا في لبنان، عدا ان الاتفاق السعودي الايراني واخماد النار في اليمن سيسهلان مهمة باريس التي زخمت جهودها مؤخرا لحسم الاستحقاق الرئاسي اللبناني .

وسمع الزوار مؤخرا من مراجع سياسية ان الحركة الداخلية، التي شهدت جمودا في الشهرين الماضيين، ستنشط من جديد بعد عطلة عيد الفطر مع نهاية هذا الشهر وتاخذ مداها في ايار.

وتتطلع الاوساط الى عين التينة وكليمنصو، حيث ينتظر ان يستأنف الرئيس بري اتصالاته ومشاوراته مع الاطراف والكتل السياسية، ويعمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على احياء وتفعيل مبادرته بنفس جديد مستوحى من المستجدات العربية والاقليمية.

وعلى الصعيد الخارجي تسعى باريس الى توسيع وتعزيز جهودها على محورين: الاول مع الاطراف اللبنانية، والثاني مع دول اللقاء الخماسي لا سيما مع المملكة العربية السعودية .

وعلى عتبة هذا الحراك المرتقب جاءت زيارة سليمان فرنجية الى بكركي، وطرحت اسئلة عديدة حول توقيتها وشكلها ومضمونها.

صحيح انه لم يعلن ترشيحه ببيان رسمي، لكن تصريحه المطول عن الاستحقاق الرئاسي واعلان استعداده للحوار والتواصل مع الجميع وما تضمنه من مواقف وعناوين كان  كترشيح من على درج الكنيسة المارونية.

وتربط مصادر سياسية بين اطلالة فرنجية من بكركي وبين المعلومات التي تسربت بعد زيارة المسؤول الفرنسي دوريل مؤخرا الى السعودية والاجواء المشجعة التي عاد بها الى بلده لمصلحة دعم استمرار وتزخيم المبادرة الفرنسية.

وتقول المصادر ان حرص فرنجية على التاكيد ان لا فيتو سعوديا عليه يعكس هذه الاجواء المستجدة لمصلحة المضي في ترشحه الى النهاية.

ويعترف احد اعضاء كتلة مسيحية وازنة معارضة لفرنجية ان ما ورد مؤخرا من معلومات الى لبنان يفيد بان السعودية اخذت تميل الى موقف اكثر مرونة تجاه المسار الذي تسلكه فرنسا، لافتا الى ان باريس ما زالت تعمل على الموجة نفسها في اطار السعي الى تأمين التوافق على معادلة انتخاب فرنجية مقابل تكليف رئيس حكومة جديد يكون للسعودية الدور الاساسي في اختياره.

وبرأي المصدر ان هذه الاجواء المستجدة لا تعني ان الاستحقاق الرئاسي قد حسم وان فرنجية بات ضامنا للرئاسة، فهناك مطبات ما زالت امامه لا سيما على صعيد المعارضة المسيحية القوية لوصوله الى بعبدا.

ويتوقع ان تلجأ هذه المعارضة بكل الوانها الى مواقف وخطوات تصعيدية نسبيا، سعيا الى احداث خرق في المشهد المستجد واعاقة وصول فرنجية الى بعبدا.

لكن المصدر يعترف في الوقت نفسه بان الضغوط الخارجية لمصلحة المعادلة الفرنسية مرشحة للازدياد في ايار المقبل، ومن الصعب التكهن في القدرة على مواجهتها، مشيرا الى انه من غير المستبعد ان تتراجع المعارضة ويلين موقف بعضها تدريجيا، لا سيما ان الاطراف المسيحية التي لا تؤيد فرنجية غير متفقة على مرشح موحد.

وفي شأن توقيت حسم الاستحقاق، تتقاطع الآراء حول صعوبة تحديد موعد دعوة الرئيس بري الى جلسة انتخاب حاسمة. لكن الاوساط المراقبة تعتقد ان انقشاع المشهد الرئاسي يحتاج الى بعض الوقت، ويرجح ان تتبلور الصورة في غضون اسابيع.