IMLebanon

اسم فرنجيه له رنين في الرياض يعرفونه أباً عن جدّ وشقيقه الأكبر

سيظلّ سؤال يحيّر من سعوا إلى إيصال النائب الجنرال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية: لماذا اسم النائب سليمان فرنجيه مقبول في السعودية رئيساً واسم عون لا؟ وهو فرنجيه أقرب إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي تقوم عداوة شديدة بينه وبين المملكة، كما أنه أشد ارتباطاً بـ”حزب الله” وفريقه؟

من دون الذهاب إلى القول بأن العامل الشخصي حاسم في المسألة، أو إلى تكبير تأثير أحدثته انتقادات قاسية أحياناً وجهها الجنرال عون إلى المملكة وسياستها، في مقابل تحفظ النائب فرنجيه عموماً في هذا المجال، تستوقف وقائع نشرتها عمة نائب زغرتا، السيدة صونيا فرنجيه الراسي، في كتاب صدر العام الماضي عن “دار نوفل” حمل على غلافه صورة بورتريه لوالدها الرئيس الراحل تحتها عبارته الأثيرة عنواناً “وطني دائماً على حق”. روت الراسي فصولاً من علاقة متينة نشأت بين زوجها الراحل الدكتور عبدالله الراسي وأمير الرياض الذي أصبح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وكان طبيبه الخاص وصديقه.

في مثل هذا اليوم تقريباً قبل خمسين عاماً تزوجت السيدة صونيا الطبيب الذي سيصبح نائباً ووزيراً لاحقاً، وانتقلت للعيش معه في الرياض حيث عقدت صداقات مع زوجات الأمراء وكبار القوم . قبل شهر تقريباً في 18 تشرين الأول 1965 وُلد ابن شقيقها سليمان طوني فرنجيه حامل اسم جدّه. رتبت صديقة لها، هي والدة الأمير ذهلول بن عبد العزيز، لقاء لصونيا فرنجيه، بحسب ما روت، مع الملك فيصل عام 1966 . أبدى الملك أسفه لمرض صديقه، عمّها الوزير والنائب السابق حميد فرنجيه، وعبّر عن ثقته بأن شقيقه الأصغر سليمان الذي انتخب نائباً محله في 1960 و1964 يحمل المشعل بامتياز.

تذكّر صونيا في كتابها بأن الرئيس فرنجيه زار الرياض عام 1973 مع النواب صهره الدكتور الراسي ونجله طوني وناظم عكاري، واستقبله الملك فيصل في خيمة تتسع لـ700 فرد ورقص مع أشقائه العرضة النجدية ترحيباً برئيس لبنان. في اليوم التالي وقف الأمير سلمان مع طبيبه عبدالله الراسي وطوني سليمان فرنجيه فوق أعلى بناية في الرياض، سأل طوني زوج أخته عن موقع منزله القديم، عجز الراسي عن تحديد موقع بيته من علو، فتدخل الأمير سلمان مشيراً إلى موقع المنزل ثم التفت إلى الدكتور عبدالله قائلا: “كلما مررت من هناك أفكر فيك وفي أسرتك”.

لا يعني ذلك أكثر من أن لاسم فرنجيه رنيناً في الرياض، فالمواقف والقرارات بالنسبة إلى أي دولة لا ترتكز على علاقات شخصية. وكثر من المتابعين يقولون إن اسم فرنجيه ورد بين مسؤولين كبار روس وسعوديين في معرض الحديث عن أهمية ملء كرسي رئاسة الجمهورية في لبنان قبل نهاية السنة.

هل تتحقق التسوية؟ سؤال يشغل جميع اللبنانيين، ويثير خلفه فيض أسئلة من نوع:

– ماذا سيكون موقف فرنجيه إذا لم ينسحب له الجنرال عون؟

– ماذا سيكون موقف “حزب الله” في هذه الحال؟ هل يغتنم الفرصة ويوصل أقرب حلفائه إلى الرئاسة أو يفضل عدم المخاطرة بفقدان الحليف المسيحي الأكبر الجنرال عون الذي يمكن أن يشكل مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع جبهة سياسية يمكن أن ينضم إليها حزب الكتائب بقيادة النائب سامي الجميّل؟

أسئلة لم يحن أوان طرحها علناً، لكنها تفعل في الكواليس وتحمل مراقبين على اعتبار أن فرصة انتخاب رئيس قريباً تعادل “الفيفتي فيفتي”.