IMLebanon

الطرابلسيون: فرنجية ليس جعجع

بين طرابلس وزغرتا ثمة علاقات تاريخية ترقى الى اربعينيات القرن الماضي لا سيما منذ عهد فرنجية الجد وكرامي الجد.. وانسحبت هذه العلاقات على مستوى الزغرتاويين والطرابلسيين ولا يزال كبار السن في طرابلس يتذكرون المقهى البرازيلي في التل، او مقهى فهيم والتل العليا، يتلاقى فيها فعاليات طرابلسية وزغرتاوية يتداولون شؤون السياسة والعلاقات الاجتماعية ولن تكن في تلك السنين المنصرمة تشوب هذه العلاقات شائبة سوى سنوات المحنة اللبنانية الاولى المفتعلة، والتي لم تطل كثيرا حتى انجلت الغيوم السوداء وتعود المياه بين زغرتا وطرابلس الى مجاريها الطبيعية.

ولعل سياسة الوزير سليمان فرنجية منذ انخراطه المبكر في الحياة السياسية اللبنانية صاحب المبادرة في استعادة نسيج العلاقات مع طرابلس وعلى قاعدة اتسعت لتشمل شرائح شعبية في الاحياء الفقيرة.

يقول سياسي طرابلسي ان الوزير سليمان فرنجية كان بمثابة ابن طرابلس منذ عهده الاول في السياسة لم يرتكب في تاريخه حتى الخطأ البسيط تجاه طرابلس والطرابلسيين ودخل المدينة من ابوابها السياسية الكبرى بدءا من بيت الكرامة وصولا الى بيت الرئيس نجيب ميقاتي وواصل علاقاته حتى مع الاخصام السياسيين الطرابلسيين من قوى 14 اذار. وكان مجرد الاعلان عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية كافية لتصدر اصوات شعبية واسعة مرحبة لهذا الترشيح، لكن الى جانب هذه الاصوات كانت المفاجأة ان بعض القيادات الطرابلسية سارعت الى الالتفاف على موقف الرئيس سعد الحريري لتفتح سجلاً غير مستند الى وقائع ودلائل واثباتات، سوى انها حملة اعلامية تجريحية ظالمة بحق الوزير فرنجية لكنها اثارت استنكارا لدى معظم الطرابلسيين حسب قول المصدر السياسي.

الغرابة في الحملة التي استهدفت فرنجية وحفلت بها وسائل التواصل الاجتماعي انها تتهم فرنجية بقصف مدينة طرابلس خلال الحرب الاهلية وانه صاحب سجل بالاجرام، وانه تطاول على الرئيس الشهيد رفيق الحريري وغبر ذلك من الاتهامات المساقة في كثير من الخلفيات السياسية المتشددة ضمن فريق 14 اذار. ويشكك هذا المصدر بأن هناك من يحاول اجهاض فكرة الترشيح سيما وانهم توسلوا التلاعب بالغرائز الطائفية والمذهبية الى استذكار علاقات فرنجية بالرئيس الاسد وموقفه من المقاومة المبدئية والثابتة.

غير ان المصدر السياسي الطرابلسي توجه الى المعترضين من قيادات طرابلس على ترشيح فرنجية بالقول: اولا، ان تيار المستقبل عقد تحالفا مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع وهو الذي اتهم بجربمة اغتيال الشهيد رشيد كرامي ابن طرابلس وخرج جعجع بعفو عام، وجعجع كان قائدا عسكريا في الحرب اللبنانية وخاصة على جبهات الشمال وهو من اسس حاجز البربارة الشهير الذي تعرض عليه مئات الطرابلسيين للقتل والخطف والاذلال وشتى صنوف القمع والاضطهاد، فلماذا صيف وشتاء على سطح واحد ترحبون بعلاقات تحالفية مع جعجع وترفضون الوزير فرنجية الذي لم يشارك في معركة واحدة ضد طرابلس والطرابلسيين. ثانيا: ان معظم الطرابلسيين رفعوا شعار حيال جعجع «لن ننسى ولن نسامح» فيما مد فرنجية يده الى طرابلس والطرابلسيين منذ بداياته الاولى وهو الذي ولد وترعرع في مدينة طرابلس.

وحسب المصدر نفسه يقول: عجيب امر هؤلاء، فهم يحاكمون الابرياء ويحابون المدانين، فالوزير فرنجية ليس جعجع بالنسبة الى الطرابلسيين الذين يعرفون حجم خدماته ولعل ما صدر عن الرئيس ميقاتي في هذا الصدد حيال علاقاته مع فرنجية وحيال ترشيحه لرئاسة الجمهورية لا يعكس حقيقة الشارع الطرابلسي من هذا الترشيح، حيث يعتبر ميقاتي ان فرنجية هو ركن من اركان الحوار في لبنان ولميقاتي حجم طرابلسي تجاوز حجم الحريري وتياره خلال السنوات الاخيرة وهو بذلك يمثل هذه المدينة حيال الحل المنشود لرئاسة الجمهورية في لبنان.