هو «انفجار رئاسي لبناني» ذلك الذي حصل في العاصمة الفرنسية. المواكبون للقاء الباريسي يؤكدون ان «خيار سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ليس بالون اختبار ولا مشروع تقطيع للوقت، انما هو طرح جدي جدا»، ويلفتون النظر الى تبلور تفاهم أولي يحتاج الى استكمال بين رئيس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري وبين رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، «ومن الطبيعي جدا ان يكون عنوان التفاهم فرنجية رئيسا للجمهورية والحريري رئيسا لحكومات العهد، وهذا يعني التفاهم على آلية التصرف تجاه كل القضايا المطروحة وتلك التي ستطرح داخليا وخارجيا وأبرزها قانون الانتخاب».
ويقول مرجع وسطي: «اذا كان اجتماع فرنجية ـ الحريري في باريس كرّس مبدأ التفاهم وفتح صفحة الوفاق اللبناني وطوى الى غير رجعة صفحة الخلاف، فلتكن سلة الحل سريعة، لان الاهم هو ان لا غبار على كون فرنجية من صلب قوى 8 آذار والحريري من صلب 14 آذار، واذا حلّ التفاهم سيحكمان بالعدل والتوازن، وسيتحولان تلقائيا الى توافقيين ووفاقيين، وبما ان السياسة بنت ظروفها ولا خصومات دائمة، فان الظرف الراهن وعلى المدى المنظور يتطلب اعتدالا وتوافقا، وبمجرد قبول فرنجية والحريري بالجلوس والتفاهم يعني انهما يعملان باتجاه التوافق».
ويرى المرجع نفسه انه «من الطبيعي ان يكون فريقا 8 و14 آذار قد وضعا في حساباتهما ان ساعة الحقيقة الرئاسية لا بد ستدق في يوم ما، وبالتالي ستكون كل الاحتمالات واردة، وما دامت سلة الحل اللبنانية تؤمن التوازن والعدالة وعدم الغلبة، فان في امكان كل فريق ان يعتبر ان ما تحقق يشكل انجازا سياسيا له كونه ساهم في اخراج لبنان من ازمة امتدت لتصيب بالشلل كل مؤسسات الدولة، في ظل وضع متفجّر في المحيط وارهاب ما انفك يضرب كلما سنحت له الفرصة في الداخل».
ويضيف انه «حتى الاقطاب الموارنة الاربعة في امكانهم تسجيل انتخاب فرنجية انتصارا لمنطقهم بوجوب انتخاب احدهم إلى سدة الرئاسة الأولى، كما أن المؤسسات الدستورية تتسع لشراكة لبنانية واسعة في ادارة الشأن العام وفي سياق تغليب منطق تسيير الامور على منطق التعطيل والكيدية السياسية».
ويحذر المرجع من «ان الفرصة المؤاتية راهنا اذا تم تضييعها قد لا تسنح بالشروط المتوازنة نفسها في المستقبل، ليس بسبب عوامل خارجية انما بدافع ان عامل الثقة المصاب بالشلل وتغمره الشكوك سيجعل امكانية الدخول في تسوية جديدة امرا صعبا».
ويلفت النظر الى انه «بمجرد الدخول العسكري الروسي الى سوريا، فإن هذا الامر يعني ان حل معضلة الرئاسة قد اقترب، واذا كان جو التفاهم بين فرنجية والحريري جديا ومكتملا، فإن هذا يعني انه سيخرج الى العلن، وحينها يلتئم مجلس النواب في جلسة انتخاب وتسير الامور في بقية الملفات «كرجة مي» على حد قول الرئيس نبيه بري».