IMLebanon

فرنجية مدعوم من فرنسا والفاتيكان

يتوقع ان يكون الاسبوع الحالي حاسما على صعيد التسوية التي انطلقت عبر اللقاءات الباريسية بين الرئىس سعد الحريري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وصولا الى لقاء الحريري برئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط.

وفي غضون ذلك تشير المعلومات من خلال متابعة القوى السياسية المشاركة في الاتصالات الى ان العوائق كثيرة والعرقلات على قدم وساق ولكن المطلعين على اجواء بعض العواصم الاقليمية والدولية يؤكدون ان ذلك لن يفرمل التسوية، والذين يطلقون المواقف المعترضة يدركون بامتياز ان التسوية قادمة وليس باستطاعة اي طرف عرقلتها نظرا لدقة وخطورة الاوضاع في لبنان وبالتالي هؤلاء ايضا يعلمون علم اليقين انه في حال لم «تظبط» المساعي الجارية لانتخاب الرئيس العتيد فانه، وذلك ليس تهويلا او تخويفا او تحليلا، لن يكون هناك رئيس للجمهورية في لبنان، وسيكرس الفراغ وربما اكثر من ذلك ربطا بجملة ظروف ومعطيات وتطورات حصلت واخرى على الطريق ستكون بفعل ما يجري في سوريا والمنطقة دراماتيكية ولها امتداداتها على الداخل اللبناني.

وهنا تلفت مصادر سياسية عليمة الى ان الرئيس الحريري يترقب وينتظر الموقف النهائي لكل من القوات اللبنانية وحزب الكتائب على ضوء الاتصالات التي حصلت لا سيما لقاءه برئيس حزب الكتائب النائب سامي جميل، اضافة الى المشاورات التي حصلت مع القوات، كذلك ان رئيس تيار المستقبل لم يقصر مع اي طرف مسيحي ولهذه الغاية جرى الاتصال برئىس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون. وتشير المعلومات الى ان النائب غطاس خوري اتصل بشمعون ووضعه في صورة لقاءات باريس لا سيما بعد التصريح العنيف لرئيس الاحرار الذي انتقد خلاله مسألة ترشيح النائب سليمان فرنجية.

لذا من المنتظر ان تتبلور الصورة اكثر واكثر خلال منتصف الاسبوع الجاري على اعتبار ان هناك سرعة في الاتصالات وعلى الجميع قراءة زيارة القائم بأعمال السفارة الاميركية في بيروت ريتشارد جونز الى بنشعي، حيث جرى لقاء مطول مع النائب فرنجية وعلم ان ما حصل في اللقاءات الباريسية كان عنوانا اساسيا.

وعليه ثمة اجواء عن تقارير رفعها سفراء غربيون الى حكومات بلدانها حول ما حدث في العاصمة الفرنسية بين الرئيس الحريري وزعيم تيار المردة.

وتخلص المصادر مؤكدة، وفق معلومات وثيقة، بأن باريس وعلى الرغم مما اصابها من عمليات ارهابية اضافة الى ما زالت تعانيه من جراء هذه الاحداث فانها من اكثر المتابعين والمهتمين بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، وتحديدا دعمها الكامل للتسوية المقبلة، وهي من المؤيدين للقاءات الباريسية وبالتالي ترشيح النائب سليمان فرنجية، بحيث ثمة اجواء تفيد ان توافقا وتناغما لافتين تما بين الفاتيكان وباريس والمسؤولين الفرنسيين، وتحديدا بين الرئيس فرنسوا هولاند وقداسة البابا فرنسيس، اضافة الى اتصالات جرت بين كل من دوائر الفاتيكان ومسؤولين فرنسيين كبار مع طهران، كذلك الخط المفتوح بين باريس والرياض على اعتبار ان السعودية داعمة لاجراء الانتخابات الرئاسية ويهمها انتخاب رئيس في اقرب وقت.

هذا الحراك والاتصالات مؤداها دعم هذه التسوية، لذا هذه اللقاءات التي عقدت في العاصمة الفرنسية لم تأت من فراغ، وانما هي ثمرة جهود دولية واقليمية مواكبة للتطورات والاحداث الجارية في المنطقة، ولا سيما ما يحصل في سوريا. من هذا المنطلق باتت مسألة التسوية شبه منتهية الا في حال حصول تطورات على قدر كبير من الاهمية بين المحاور المتقاتلة، في سوريا من دول اقليمية وغربية، فإذا تخطت هذه التطورات حدود الحرب الحالية عندئذ تطير التسوية ولهذه الغاية تتكثف الاتصالات بوتيرة سريعة كي ينتخب النائب فرنجية في وقت قريب جدا.