تستغرب مصادر مسيحية معنية بالتشكيلة الحكومية كيف يطالب تيار «المردة» بحقيبة خدماتية، ويفرض واحدة من ثلاث اما الاشغال او الطاقة او الاتصالات وإلا سيكون في المعارضة، في حين لا تملك كتلته سوى ثلاثة نواب. وتسأل اذا حصل تيار «المردة» على احدى هذه الحقائب فماذا سيترك لسواه من التيارات والاحزاب التي تضّم عدداً اكبر من النواب؟ مستغربة لماذا يقوم رئيس مجلس النواب نبيه بري بفرض حقيبة خدماتية للمردة؟ إضافة الى ان رئيس هذا التيار يرفض بيان رئيس الجمهورية الذي دعا فيه أيّ مسؤولٍ أو سياسيّ لزيارة القصر الجمهوري كي يودع هواجسه لدى الرئيس المؤتمن على الدستور، وعلى تحقيق عدالة التمثيل وفقاً لأحكام جوهر الدستور ونصّه، ويطالب بدعوة خاصة له من قبل الرئيس عون لزيارة قصر بعبدا، معتبرة أن رئيس المردة سليمان فرنجية يرفع سقفه عالياً جداً كي يحصل على طلباته، بعد ان فوّض الرئيس المكلّف سعد الحريري نقل ذلك في المحادثات الجارية بينه وبين رئيس الجمهورية.
الى ذلك ترى المصادر المذكورة أن فرنجية مصّر على «الخربطة» الحكومية لانه لم ولن يتقبّل المصالحة بين عون وجعجع، اذ اعتبر في بداية الامر أنها لن تتعدى ورقة إعلان النيات وستكتفي بطمأنة الشارع المسيحي والتخفيف من الاحتقان فقط، خصوصاً ان عون وجعجع اعلنا ترشيحهما للرئاسة أي انهما في خندق ضد بعضهما. لكن ما جرى في حزيران العام 2015 قضى على كل آمال فرنجية بالرئاسة، لان ترشيحه ساهم الى حد كبير في ولادة هذه العلاقة، بعد طرح اسم فرنجية كمرشح تسوية، من خلال طبخة خارجية نفذتها مكونات سياسية غير مسيحية، ما حثهما على إعلان جبهة رفض تحضّرت كواليسها فانتهت بتشكيل حلف سياسي ماروني، بفضل طبخة الحريري التي وحدتهما بشكل كبير.
وتتابع المصادر: «ما ساهم ايضاً في فشل فرنجية وجعله من المعرقلين اليوم هو رهانه سابقاً بأنه سيلقى الدعم من حزب الله لكن آماله خابت على الرغم من انه ينتمي وبقوة الى فريق 8 آذار المؤيد لسياسة سوريا وحزب الله، إلا ان المفاجأة الكبرى اتت بترشيحه للرئاسة ودعمه من قبل السعودية، وعلى لسان الخصم أي الحريري، ما شكل خوفاً من هذا التوافق الفجائي، فأتى الرفض من اقرب المقرّبين أي حزب الله بعد ان كان فرنجية الاسم الاقرب منه ضمناً. لكن الاخير لم ييأس حينذاك لانه عاد ليراهن من جديد على الحزب، فالتقى بعض اركانه قبل فترة من الجلسة الرئاسية التي اوصلت عون الى الرئاسة، ومنهم المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، لجسّ النبض الرئاسي تجاهه فأكدا التزام الحزب بتأييد العماد عون.
وختمت أنه «بات واضحاً ان مشكلة فرنجيه هي مع الرئيس لا مع الحكومة، والدليل انه غاب عن استشارات بعبدا، وحضر استشارات التأليف في المجلس. واستبعدت حصول أي شيء ايجابي في هذه المرحلة على خط عون- فرنجية».