«المردة» يحمّل «الجنرال» مسؤولية خسارة «الترشيحين» معاً!
بواقعية كبيرة يتابع النائب سليمان فرنجية مسار التقارب الرئاسي المستجد بين الرابية و «بيت الوسط»، مع التسليم بأن «لا خلط أوراق بالمعنى السياسي للكلمة بقدر ما ينحصر الأمر بالضغط الإعلامي والضخّ الموجّه غير المقترن بوقائع ملموسة، وذلك ضمن مسار بدأ منذ نحو سنتين ونصف سنة».
عملياً، خرج لقاء باريس بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل من دائرة التكهنات، بعدما تأكد حصوله، ليدخل في دائرة الأسئلة حول مضمونه ونتائجه.
وبغضّ النظر عمّا يصفه «تيار المرده» بـ «الشعبوية السياسية» التي يمارسها «التيار الوطني الحر»، وبعيدا عن التساؤل حول مدى استفادة العماد ميشال عون من الخطاب التصعيدي في رفع حظوظه الرئاسية، فهناك تسليم في بنشعي «بأن كل القوى السياسية تحكي مع بعضها بعضا حتى في لحظة تعثر الحوار الوطني، وما يمكن أن يفسر بأنه «لقاءات حاسمة» بين العونيين والمستقلبيين قد تنتهي بتبنّي الحريري لعون رئيسا للجمهورية، لا مؤشرات حتى الآن توحي بالسير في هذا الاتجاه».
وتنطلق مصادر «المرده» من واقع أن تمسّك الحريري بترشيح فرنجية لا يزال قائما، وبأنه يشكّل المبادرة الاقوى لأكثر من سبب:
ـ أي نزول «جماعي» الى مجلس النواب في هذه اللحظة سيعني حكما فوز فرنجية انطلاقا من بوانتاج صار معروفا بالأحجام والعدد.
ـ موقف «تيار المستقبل» المتشدّد في دعم مبادرة ترشيح فرنجية في مقابل التشدّد في رفض معادلة عون ـ الحريري.
ـ عدم وجود مواكبة إقليمية ودولية لهذا التحرّك على خط الرابية ـ بيت الوسط لا بل ان الصراع الايراني ـ السعودي هو في ذروته.
ومبعث ارتياح «المرده» الظاهر على الرغم من عدم توضّح نتائج لقاء باريس حتى الآن، يرتكز على معطى لم يتغيّر حتى الآن وهو ان ترشيح فرنجية «لا يزال يشكّل مدخلا وطنيا لحلّ الازمة، وبأن هذا الترشيح هو أقوى من ترشيح عون الذي لا يحظى بتوافق الكتل السياسية الكبيرة عليه كما فرنجية، فيما السعودي والايراني يؤيّدانه، وأقوى من ترشيح الرئيس التوافقي الذي سيُخرج الرئاسة من كنف 8 آذار، كما أنه لا يحلّ معضلة التمثيل المسيحي».
وفيما تشير المعلومات الى أن فرنجية في أجواء كل خطوة يقوم بها الحريري شخصيا أو يبادر اليها أي من فريقه السياسي، تقول أوساط «المرده» إنه من حق الحريري «أن يجلس مع أي كان. لكن ما نحن متأكدون منه أن التشاور معنا سيسبق أي خطوة يقوم بها رئيس «تيار المستقبل»، مع الإشارة الى ان «وصول عون الى الرئاسة سيكون على زغل، لأنه لن يأخذ بروفيل الحل بل «الخيار المفروض»، ما يشكّل تمديدا للأزمة».
وفي هذه الحال، واستباقا لأي سيناريوهات، فإن فرنجية يتصرّف على ما يبدو وفق معادلة الركون دوما الى خيار الـ plan B. فعل ذلك يوم قابل ميشال عون وجهاً لوجه وقال له بالحرف الواحد: «كي لا يضيع ترشيحي وترشيحك، سأسير معك حتى النهاية، لكن إذا لم توفّق فأنا أطلب دعمك لترشيحي».
لا تزال المعادلة نفسها. فرنجية مستعد للانسحاب حكما من درب ترشيح «الجنرال» في حال الإجماع الوطني عليه، كما كرّر سابقا، لكن المعطيات تشي بغير ذلك حتى الآن، وخصوصا لجهة استمرار رفض السعوديين لترشيح «الجنرال» بينما لم يفقدوا حماستهم إزاء فرنجية.
وفي ظل تمترس «حزب الله» في مربع تحميل السعودية المسؤولية الكبرى في مسار التأزيم والتصعيد عبر الاستمرار في رفع «الفيتو» بوجه ترشيح عون، وضغط الضاحية على «المستقبل» لـ «إنهاء تردّده» بشأن دعم «الجنرال» للرئاسة لأنه المعبر الوحيد الى قصر بعبدا، يبدي داعمو فرنجية تفهّما لإصرار الحزب على السير في خيار رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» مع التركيز على أن الخسارة الكبرى ستكون ليس في فشل «8 آذار» في إيصال مرشّحها الى بعبدا بل في خسارة الترشيحين معا، محمّلين عون وحده مسؤولية الوصول الى هذا المأزق.