IMLebanon

اية ضمانات تلقاها فرنجية بتأكيد ترشحه؟!

كان من الطبيعي ان تستأثر الطلة الاعلامية لرئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، ليل أول من أمس، بكل هذا الاهتمام والمتابعة السياسية والشعبية، والتدقيق في كل كلمة وجملة مفيدة قالها، من غير أية ضمانات بأنه وفر لنفسه غطاءً اضافياً، ودعماً زائداً، وقد أكد أنه «لايزال مرشحاً لرئاسة الجمهورية اكثر من اي وقت مضى..».

الذين دعموا ترشيح فرنجية او ما شوه في ترشحه «الجدي» و«غير الرسمي» بعد، تأكد لهم أنه كان «واقعياً وصريحاً وعمليا، وبعيداً عن الشعارات الرنانة لبعض المتفلسفين» على ما رأى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، الذي ينقل أنه كان أحد أبرز عرابي ترشيحه.. والذين كانوا، ولايزالون على تحفظهم او معارضتهم فقد وجدوا  في مفاصل كلام فرنجية اعذاراً إضافية، تبيح لهم مواصلة قطع الطريق أمام وصوله الى القصر الجمهوري، وليرفعوا شعاراً موازياً خلاصته «ان الجنرال عون مرشح أكثر من أي وقت مضى ليكون رئيساً، وفريق الثامن من آذار يقف خلفه..» على ما قال الوزير الياس بو صعب؟!

لبنان إذن أمام خلطة جديدة.. ولم يعد هناك من مرشح «فئة أ» وآخر «فئة ب» وثالث من فئات أخرى.. قد يصعب معها تظهير تركيبتها في وقت قريب، لكن ما لا شك فيه هو ان انجاز الاستحقاق الرئاسي مؤجل والى وقت غير معلوم، ولن تقدم أدعية البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في ذلك ولن تؤخر.. وهو الذي ما عاد في يديه سوى دعوة السياسيين الى «الاقلاع عن ترف التلاعب بواجب انتخاب الرئيس وعن البدء من جديد في مماطلات البحث عن مخارج عجزوا اصلاً عن ايجادها..».

قد يكون من المبالغة القول إن ما أعلنه فرنجية في لقائه مع مرسيل غانم (وهو معد باتقان لافت ومدروس بكل حرف من حروف الأسئلة) وفّر لابن زغرتا المقيم في بنشعي دفعة قوية باتجاه وصوله الى مراده.. كما قد يكون من المبالغة القول إن ما قيل وفّر أيضاً دفعة قوية باتجاه انعاش مشروع، او مبادرة «التسوية الرئاسية»، التي كانت لأيام مضت تشهد تراجعاً ملحوظاً وصل بالبعض الى حد القول بأنها «انتهت» او هي في «موت سريري..». لكن ما لا شك فيه ان ما قاله فرنجية، تحت عناوين متعددة، خصوصاً لجهة «الضمانات» أعطى جرعة دعم لا بأس بها وسحبت من أيدي المترددين والمتحفظين ورقة لم تكن هينة.. من بين هذه «الضمانات» التي قدمها الى الرئيس سعد الحريري وجهاً لوجه:

– «لا أطعن بظهره في حال توافقنا..

– طمأنت الحريري ان لا مشروع انتخابياً لضربه..».

– «اضمن ان لا أسقط حكومته.. «وهو لم يطلب ان يكون رئيس حكومة بل طلب حكومة وفاق وطني..»

– «واذا حصل خلاف بيني وبين الحريري يكون مجلس الوزراء هو الحكم..» والأهم من كل ذلك، على ما يرى أفرقاء في 14 آذار، تحفظوا على ترشيح فرنجية بحكم ارتباطه بعلاقة وثيقة جداً مع الرئيس السوري بشار الاسد، هو «ان هناك صداقة مع الاسد  ولن أسمح لأحد ان يطلب مني شيئاً على حساب الوطن..».

وفي المقابل، احتفظ فرنجية بـ«خط الرجعة» مع «حزب الله»، وان لم يحتفظ بذلك مع الجنرال ميشال عون، حيث فوجىء الرأي العام بما قاله زعيم «المردة لجهة «ان العلاقة مع عون غير طبيعية منذ سنتين..».

قد يرى البعض في ما قاله فرنجية «خطة عمل» او «برنامج عمل»، يشترطها غير فريق، لاسيما في «المارونية السياسية»، لحسم خياراتهم.. بـ«نعم لفرنجية» او «لا».. ومع ذلك، فإن «كلمة السر» لاتزال في مكان آخر.. والجنرال عون ما كان ليؤكد أنه مرشح للرئاسة اليوم أكثر من أي يوم مضى،لو لم يكن يضمن بقوة بقاء «حزب الله» على تأييده ودعمه له.. والتطورات الأخيرة التي وجهت ضد «حزب الله» على المستويات الدولية والاقليمية كافة، إضافة الى «اشتعال» جبهة الحدود الشرقية، بشكل يومي، تجعل منه أكثر تريثا في التفتيش عن خيارات بديلة.. حيث لم يعد أحد يستطيع ان يقفز من فوق ما يجري عند الحدود، التي باتت مشرعة أمام كل الاحتمالات وعلى كل المخاطر الحقيقية التي تهدد الأمن والاستقرار على مستوى لبنان كله، بدليل العمليات اليومية المتلاحقة التي ينفذها الجيش اللبناني في مواجهة «المسلحين» ومنع تسلل هؤلاء الجماعي الى الداخل، واعتقال العديد من الخلايا الارهابية النائمة..

لقد قال فرنجية ما عنده.. ومن الطبيعي ان تشهد الأيام المقبلة المزيد من الوضوح في مواقف أفرقاء والمزيد من الغموض في مواقف افرقاء آخرين.. وتحديداً لدى «حزب الله» الذي بات يشعر بمزيد من الحرج، وهو غير قادر على الخروج من تعهداته مع العماد عون، ويتمسك بفرنجية «حليفاً وصديقاً من زمن بعيد..»؟!. وهو أي فرنجية، لم يكن يقدم على أي خطوة إلا ويضع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في أجوائها.. وان كان الأخير لم يترك مناسبة إلا ويؤكد فيها أنه «لن يتخلى عن عون..» وهذا الأخير لا يملك خطة او برنامج عمل رئاسي، سوى أنه متمسك بأولوية انجاز قانون للانتخابات النيابية جديد يعيد اليه، على ما يقول، ما يفتقده مع قانون الانتخابات المعمول به حالياً.

ومع ذلك، فإن عديدين يلاحظون، ان «حزب الله» ليس في وارد قطع «شعرة معاوية» لا مع فرنجية، ولا مع العماد عون.. وهو لو كان على مقربة من انجاز خياراته النهائية، لكان أفصح عن خياره.. والبعض يسأل: «هل كان رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية يستمر في ترشحه «اليوم أكثر من أي وقت مضى» لو كان «حزب الله» قاطعاً في دعم الجنرال عون؟! وهل كان يعاند في ترشحه لو كان «المستقبل» قاطعاً نهائياً في دعم مرشح قوى 14 آذار سمير جعجع؟!