الأميركيون يعتبرون زعيم «المردة» مرشحاً «يمكن للجميع بناء علاقات بنّاءة معه»
فرنجية العائد من رحلة صيد: ترشيحي ثابت!
يصل اليوم النائب سليمان فرنجية من رحلة صيد استمرت خمسة عشر يوماً في منطقة غابات وبرارٍ نائية شرق كندا بات لياليه فيها تحت سقف خيمة، وتسنّى له إجراء اتصال وحيد يومياً بعائلته للاطمئنان عليها.
الدولة المعروفة بقوانينها الصارمة ورسومها الباهظة، في مجال اصطياد الحيوانات البرية، أتاحت لـ «البيك» استكشاف المزيد من أساليب الايقاع بالطريدة، فيما هو نفسه يشعر بأن السباق الرئاسي حوّله الى «طريدة سياسية» بفعل التنافس بين «أهل البيت الواحد».
كان على الفريق اللصيق بفرنجية طوال الفترة الماضية التواصل مع زوجته ريما في حال رغب بالتحدّث مع «الصيّاد»، والاخيرة تتولّى إبلاغه بالأمر ليقوم بنفسه بالتواصل مع المعنيين مع التزامه بفارق الوقت بين الدولتين.
يعود فرنجية اليوم الى مقرّه العام في بنشعي وكأنه ترك البلد لنهار واحد فقط. لا تطوّرات مستجدّة تنبئ بتغييرات محتملة على مستوى الجمود الرئاسي، ولا تعديل في قواعد الاشتباك ينذر بتراجع اي فريق خطوة واحدة الى الوراء. رئيس «تيار المردة» سيشارك شخصياً في جلسة الحوار المقرّرة في الخامس من أيلول والمهدّدة بمقاطعتها من جانب «التيار الوطني الحر».
وفي الوقت الذي ترافق فيه حزم حقائب سفر «البيك» مع أجواء سياسية أوحت بأن مبادرة الرئيس سعد الحريري في ترشيح فرنجية قد سقطت لتفسح المجال أمام سيناريوهات من نوع تبني خيار ميشال عون رئيسا أو الذهاب نحو خيار المرشح الثالث، فإن الفريق المؤيّد لترشيح فرنجية ضمن محور الثامن من آذار يشدّد على ان هذا الترشيح قائم ومستمر، وإن اصابته نكسة صغيرة.
مبادرة ترشيح الحريري لفرنجية تستقي حيثياتها وديمومتها، باعتقاد هذا الفريق، من وقائع عدّة: رئيس «تيار المردة» لا يزال المرشح الرئاسي من صلب 8 آذار الذي يحظى بقبول واسع من فريق 14 آذار. إذاً يكتسب صفة الترشيح المتوازن المؤيد سعودياً والذي يحترم شرط الميثاقية المستحدث، كما يمتلك مواصفات لا «تنقّز» أحداً».
وقد كان لافتا للانتباه، أمس، تخصيص وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية توماس شانون، الذي يعتبر الرجل رقم 3 في الخارجية، وزير المردة «روني عريجي» بلقاء في مكتبه الخاص في الوزارة دام ربع ساعة ومن ثم انتقالهما معا الى المتحف الوطني، وذلك بعد لقائه نهاراً وزير الخارجية جبران باسيل.
هنا يستفيض الحديث، من جانب مطلعين على خفايا ترشيح الحريري لفرنجية، عن تقبّل أميركي لاسم زعيم زغرتا «بوصفه مرشحاً يمكن للجميع بناء علاقات بنّاءة معه».
وفي مقابل «معاناة» الفريق المؤيّد لترشيح ميشال عون في إقناع «تيار المستقبل» والرئيس نبيه بري في دعم هذا الترشيح، يرى مؤيّدو فرنجية بأن إحدى أسوأ المقاربات المسوّقة لرئاسة «الجنرال» هي تصوير سعد الحريري بصورة «الرجل المأزوم» الذي يحتاج الى رئاسة الحكومة لانقاذه من ورطته المالية، فنبدو أمام مرشح لرئاسة الحكومة سيتعيّن عليه فور دخوله السرايا حلّ أزمته أولا قبل أزمة البلد»، معتبرين «أنها فكرة غير ذكية ومسيئة للطرفين».
وأكثر من أي وقت مضى لا يزال فريق فرنجية متمسّك بنظرية ان ترشيح سمير جعجع لعون كان بهدف إطاحة ترشيح رئيس «تيار المردة» فقط، «فماذا حقّق تفاهم معراب حتى الان واين التنسيق المسيحي في قانون الانتخاب، في النظرة الى الوضع الحكومي، في النزول الى الشارع، والتمديد لقائد الجيش، والعلاقة مع «حزب الله»، والملف السوري»؟
خلال فترة تواجد فرنجية في كندا لم ينقطع التواصل تماما مع الحريري حيث تأمّن الاتصال «حين دعت الحاجة». فيما المعلومات تشير الى ان الرجلين بصدد «صيانة» الترشيح بقوة دفع ظاهرة من جانب الرئيس نبيه بري، مع حرص فرنجية على عدم تحميل الحريري ما يفوق طاقته.
وما لم يقله روني عريجي في جلسة مجلس الوزراء الأخير بشأن الميثاقية، يتكفّل مؤيدو ترشيح فرنجية بتوضيحه، «فالميثاقية بمفهوم العونيين باتت مرتبطة رئاسيا بالشخص لا بالموضوع. وفي ملف التمديد لقائد الجيش، اين هو ضرب الميثاقية إذا كانت القوى السياسية مجتمعة تتمسّك ببقاء قائد الجيش الماروني في موقعه منعا للفراغ»؟
وكما لا يستوعب مؤيّدو فرنجية إلقاء العونيين «الحُرم» على مجلس النواب إلا في حال انتخابه عون رئيساً، فهم لا يفهمون رفض «التيار» التصويت على اي قرار داخل مجلس الوزراء بسبب غياب رئيس الجمهورية، إلا التصويت على تعيين قائد جيش جديد بغياب رأس الجمهورية!».