Site icon IMLebanon

فرنجية لن يترك 8 آذار والمقاومة

علاقة الرابية وبنشعي لا حاجة لتقدير حالتها ووصفها وقد تدنت حراراتها الى اكثر من حرارة العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان مؤخراً وحيث ان عطلة الاعياد لم تؤد الى تغيير في الموقف وفي رأي كل من فرنجية وعون في احقية الترشيح واقتناص الفرصة الاقليمية الملائمة التي وجدتها بنشعي لاقتناص الرئاسة وتفادي الفراغ والتعطيل كما ان الوساطات او التوضيحات من بنشعي او الرابية لم تسهم في اعادة وصل ما انقطع بين الزعيمين المسيحيين الحليفين اللذين تحولا الى خصمين متنافسين في الملف الرئاسي منذ اللقاء الباريسي الشهير، وحيث ان هذا الواقع وفق اوساط سياسية مرشح للاستمرار ولمزيد من التصعيد وربما الى اعلان حالة الانفصال النهائي او الطلاق ربما بين الرابية وبنشعي مع التسريبات التي تم تداولها عن تحضير فرنجية لخطوة الانسحاب من فريق 8 آذار، والتي تحمل وفق اوساط سياسية عدة شكوك في امكانية اقدام زعيم المردة على هذه الخطوة لاسباب عديدة منها الاستراتيجية والجوهرية والتي تتعلق بارتباط فرنجية التاريخي بهذا المحور السياسي المنتمي الى المقاومة وسوريا، ومنها الاسباب التكتيكية المتعلقة بموقف فرنجية وعلاقته بحزب الله التي لا يمكن ان يشكل الموضوع الرئاسي تهديداً او نسفاً لاصولها.

من المؤكد ان زيارة حزب الله الى بكركي وتأكيد الالتزام الاخلاقي بين الحزب وعون لم يتم هضمه بسهولة من قبل الحليف في بنشعي تقول الاوساط الا ان هذا الموقف من قبل حزب الله تجاه الحليف في الرابية لا يمكن ان يطيح علاقة بنشعي بحارة حريك والتي تمتد الى سنوات طويلة حتى ما قبل تفاهم مار مخايل بكثير واتفاق حزب الله وعون، فزيارة حزب الله حملت رسائل كثيرة وفي عدة اتجاهات، بالنسبة الى المردة ثمة خيط رفيع ولكنه قوي يجمع الحلف مع حارة حريك ويمكن فهم ما يريده حزب الله من زاوية اخرى مغايرة، فمع تمسك الحزب بمعركة ميشال عون الرئاسية الا ان حزب الله لم يطيح بعد التسوية او يطلب من فرنجية وقفها والانسحاب منها، فجل ما اعلنه حزب الله هو تأكيد التحالف مع ميشال عون والالتزام معه من دون ان يعني ذلك القضاء على فرصة احد اذ ان الحزب الملتزم بما يقرره عون في الموضوع الرئاسي قد يجد نفسه اذا ما تغيرت الاحداث ربما ملزماً بالسير مجدداً مع التغيير الذي يمكن ان يطرأ على الرابية في حال قرر عون التراجع للتفاوض او تفويض غيره في الملف الرئاسي.

وثمة من يرى ان حزب الله وجد نفسه بعد فترة من الصمت وافساح المجال لتمرير الوقت بعد عاصفة التسوية الباريسية مضطراً الى ضبط الوضع وتصويب البوصلة بعد الاقاويل والتفسيرات التي كادت تهدد وحدة فريق 8 آذار، وبالتأكيد فان فرنجية كما تقول الاوساط لم يتفاجأ بموقف حزب الله اذ سبق لحزب الله ان اطلعه على ما يريد ولنظرته لتسوية باريس مع شرح وافر للعلاقة الاستراتيجية وتقدير لموضوعية ومصداقية بنشعي مع علامات استفهام حول نيات الحريري، ومن المؤكد ان حزب الله وجد بتقدير المردة نفسه ملزماً بمثل هذا الموقف لحسم الجدل والتفسيرات الكثيرة التي رافقت الترشيح ولعدم تطوير الخلاف داخل فريق 8 آذار.

ولكن فرنجية كما تقول الاوساط ليس في صدد الاستقلال عن فريق 8 آذار الذي ينتمي اليه، والقول ان فرنجية فتح على حسابه وابتعد عن الخط السياسي ليس في محله وبالتالي فان الرهان على الابتعاد عن حزب الله او 8 آذار على الرغم من الاختلاف في السياسة ليس في محله، فمن يراهن على ابتعاد فرنجية عن سوريا والمقاومة هو حتماً سيخسر الرهان لان زعيم المردة لم يترك حزب الله عندما كان رأسه على المقصلة، وليس في صدد ان يتخلى عن المقاومة او الخط السياسي الذي يسير ضمنه منذ سنوات. وبالتالي فان زيارة فرنجية او انفتاحه على 14 آذار وعلى الحريري او الكتائب ليس جديداً فزعيم المردة حافظ على علاقة مقبولة مع شخصيات في 14 آذار رغم كل الظروف، في حين ان زيارة النائب بطرس حرب في منزله تأتي في اطار سياسة الانفتاح وتحسباً لاي خطوة من الرابية باتجاه تحالفات انتخابية جديدة في البترون في الانتخابات في حال التحالف مع القوات. وعليه ترى الاوساط ان اعلان فرنجية استقلاليته السياسية اذا حصل لا يعني التخلي عن الثوابت والخط السياسي، لكنه ليس خطوة جدية، اما الابتعاد عن الرابية الحاصل حالياً فسبقته محطات ابتعاد وتمايز في استحقاقات ومحطات كثيرة ماضية وبالاساس فان فرنجية لا يشارك ولم يفعل في اجتماعات طاولة الاصلاح والتغيير.