IMLebanon

العدو… عدو الإعلام الحر

 

 

بدايةً نتوجه بالحمد والشكر من العناية الإلهية التي أنقذت زملاءنا الصحافيين والإعلاميين من الاعتداء الهمجي الإسرائيلي وقد استهدفهم، عصر يوم أمس، وهم يؤدّون واجبهم المقدس في نقل الوقائع والمستجدات في المنطقة الحدودية الجنوبية. وليس ثمة عذر لهذا العدوان الهمجي الفاقع، لا سيما وأن الزملاء معروفة هويتهم المهنية للعيان (بالعين المجردة) وبالذات لوسائل التكنولوجيا التي يملكها جيش الاحتلال الصهيوني من دون أدنى شكّ. وهذا دليل قاطع على أن سفّاح العصر بنيامين نتانياهو، المحكوم بالهزيمة مهما آلت إليه التطورات في هذه الحرب الوحشية التي لم يشهد لها العالم مثيلاً في تاريخه القديم والمتوسط والحديث… وسيذكر التاريخ اسمه من باب الوحشية والإجرام والولوغ في دماء الأطفال وإبادة معالم الحياة بما يتناقض مع كل ما في هذه الدنيا من حقٍّ وخير وجمال.

 

واذا كانت الصحافة اللبنانية قد أثبتت، على امتداد نضالها الطويل المشرّف، في مختلف الساحات، فإن العدو لم يكن بحاجة الى هذا الفصل الجديد من الاعتداء على الرأي وقمعه ليس فقط مع الإدعاء الكاذب بأنه نظام ديموقراطي، بل أيضاً على وقع دعم وتصفيق العالم الغربي بقيادة اليانكي الأميركي وأتباعه في لندن وباريس وسواهما فهو معروف بلاإنسانيته منذ نشأته حتى اليوم.

 

في هذا السياق يأتي التضييق على الإعلام في العالم الغربي ليكشف الدور القذر الذي يؤديه الحكّام الأوروبيون الخوارج على القيَم التي كان لها، ذات زمنٍ، حضور بهيٌّ يُحتذى به. فهل يُعقَل أن يجرؤ رئيس وزراء لندن على إقالة وزيرة داخلية بريطانيا لأنها لم تقمع تظاهرة شعبية حاشدة لغزة، وهو الآتي من أصول هندية ذلك البلد العظيم الذي عانى من القهر والظلم والاضطهاد ما عاناه، طوال عقود وأجيال، وبالذات على يد الاستعمار من البلد (بريطانيا) الذي شاءت الأقدار، في هذا الزمن الرديء، أن تؤول إليه رئاسة حكومته.

 

وهل يُعقَل أن يسكن في قصر الإليزيه رئيس جمهورية على مثال إيمانويل ماكرون الذي تخلّى عن المبادئ العظيمة التي ارتكزت إليها الجمهورية في بلد النور والأخوّة والمساواة والحرية؟!.

 

إن الحرب الوحشية بكل ما للكلمة من معنى لم تُسقط آلاف الشهداء الأبرار في القطاع الصامد وفي لبنان أيضاً وحسب،  ولكنها أسقطت كذلك ما كنّا نؤمن به ونُعجَب به من المبادئ الإنسانية والأخلاقية في فرنسا وبريطانيا تحديداً… ونود اليوم أن نقول إننا لم نبدّل نظرتنا تلقائياً، إنما لأن أشباه الرجال هناك هم الذين خرجوا على تلك الأعراف والقوانين…