يقارب «التيار الوطني الحر» الحوار المقبل بين «حزب الله» و»تيار المستقبل»، باهتمام وإيجابية، لكن بحذر يعود الى الظروف التي ينشأ فيها هذا الحوار، وخاصة النتائج المتوقعة منه إذا ما قارب أكثر الملفات تعقيدا.. وتحديداً رئاسة الجمهورية.
بداية، تعود إيجابية «التيار» الى ان الحوار في هذه الظروف يعتبر خطوة متقدمة على صعيد العلاقة بين طرفين متخاصمين في السياسة اللبنانية لهما امتداداتهما في المنطقة، في ظل الصراع فيها على مختلف الجبهات، كما في العراق وسوريا واليمن وغيره، بحسب المقربين من «التيار الوطني» يرون ان الحوار المرتقب «مفيد على صعيد منع الفتنة والحرب في لبنان وتعزيز الاستقرار. من هنا، فإنه من المهم ان يتم هذا الحوار الذي يفيد الجميع في البلاد، وليس فقط حزب الله وتيار المستقبل والتيار الوطني الحر».
لا يبدو «التيار الوطني» قلقا من تجاهله في حوار ثنائي بين حليفه «حزب الله» و«المستقبل» الذي أجرى معه «التيار» مشروع حوار لم يكتمل منذ اشهر.
التكهّن بملفات الحوار المعروضة على الطاولة صار غير منطقي، فالسؤال عن عناوين الحوار بين الطرفين، في ظل استبعاد موضوعي مشاركة «حزب الله» بالحرب فيسوريا وسلاحه، جوابه واضح من خلال ما أعلنه الرئيس سعد الحريري ولاحقاً من خلال المواقف التي صدرت عن قيادات «تيار المستقبل»، أي: تخفيف الاحتقان السني الشيعي، انتخابات الرئاسة، وقانون الانتخابات النيابية.
ويقول المقربون من «التيار الوطني» ان ثمة اطمئناناً كاملاً في أوساطهم لتعاطي «حزب الله» وانسجامه مع مبادئ التيار ومشاركته اياه بما سيحدث على طاولة الحوار وجدول الاعمال. ويُذكر على هذا الصعيد بما فعله «التيار» عندما انخرط بالحوار السابق مع «المستقبل» قبل أشهر، اذ ان الأمر لم يتم على حساب «حزب الله» الذي كان متفهما لخطوة التيار التي كان هدفها الاول استقرار البلاد، بل ومشجّعاً لذلك الحوار.
ولكن ماذا سيبحث الحوار إذا وما هو سبب حذر «التيار»؟
يجيب المقربون ان «مقاربة الحوار لملف رئاسة الجمهورية سيكون قاصرا من دون المرور بالرابية، كونها تمثل الموقع المسيحي الاول في لبنان. ومن المؤكد، بالنسبة الى التيار، انه لا يمكن مناقشة أمور تتعلق بمصير المسيحيين من دون التفاهم مع التيار».
على ان هؤلاء يلفتون النظر الى انه «من غير الممكن الاتفاق على هذا البند من دون صدور الضوء الاخضر الاقليمي الذي لم يصدر حتى الآن. كما ان الامر لا يقتصر على بند رئاسة الجمهورية الذي لا طريق له غير الرابية، اذ ان ثمة مواضيع يجب ان تمر ايضا في الرابية مثل قانون الانتخاب الذي عليه ان يأخذ في الاعتبار تحقيق المناصفة الفعلية والحقيقية، اذ لا عودة الى القانون السابق الذي لم يحقق المناصفة».
على ان الحوار، حسب المقربين، «يجب ان يمهد، عبر تطرقه الى المواضيع الخلافية، لتفاهم جديد ولأرضية تسوية مقبلة. ومن المهم ان يستهل أي عهد رئاسي جديد بمجموعة تفاهمات تساهم بإنجاحه كي تفتح الرئاسة صفحة جديدة للبنانيين ليواكبوا المرحلة بمجموعة من الضوابط والتفاهمات تحصن العهد الجديد».