Site icon IMLebanon

«الوطني الحرّ» يشكّك بالتزامات «حزب الله» تجاه زعيمه

«الوطني الحرّ» يشكّك بالتزامات «حزب الله» تجاه زعيمه

طالما استمرّ برّي وفرنجية في رفضهما انتخاب عون رئيساً

إذا كانت المشاورات التي يقوم بها رئيس «تيّار المستقبل» سعد الحريري أعادت الزخم الى الملف الرئاسي، بحثاً عن مخارج للمأزق الراهن علّها تتمكّن من إيقاف عدّاد جلسات الانتخاب الذي سيبلغ في 31 الجاري الرقم «46»، من دون أن تلوح حتى الآن بارقة أمل جدّية في إمكانية التوافق على مرشح لانتخابه رئيساً، فإن المواقف التصعيدية الأخيرة للأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، رفعت الحواجز عالياً أمام وصول مبادرة الرئيس الحريري الى خواتيمها، توازياً مع إصرار رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس «تيّار المردة» المرشح الرئاسي الأقوى النائب سليمان فرنجية على رفض انتخاب عون لرئاسة الجمهورية. وهذا الموقف الاعتراضي من الثلاثي المذكور في حال استمراره، وطالما بقي «حزب الله» على تجاهله اعتراض برّي على عون، واستمراره في الهجوم على المملكة العربية السّعودية، لن يساعد مطلقاً تحرّك الرئيس الحريري على أن يؤتي ثماره المرجوّة، ما سيعيد الأزمة الى المربّع الأوّل وهذا سيظهّر المواقف المعرقلة للانتخابات الرئاسية على حقيقتها، لكنه في الوقت نفسه سيعطي الرئيس الحريري صك براءة من الاتهامات التي كان عون و«حزب الله» وحلفاؤهما يوجّهونها إليه على أنه هو الذي يعرقل الاستحقاق الرئاسي برفضه تأييد عون للرئاسة الأولى.

وفيما استكمل رئيس تيار «المستقبل» مشاوراته الداخلية والخارجية، في إطار الأفكار التي يحملها، أثارت مواقف نصرالله العاشورائية من الملف الرئاسي وخاصة دعوته النائب عون الى فتح حوار مع الرئيس برّي والنائب فرنجية تساؤلات لدى القاعدة «العونية» والمتابعين للشأن الرئاسي، عن حقيقة موقف «حزب الله»، وبالتالي هل يمكن أن يقوم السيّد نصرالله بدور لإقناع الرئيس برّي بخيار عون إذا أعلن الرئيس الحريري عن تبنّيه لهذا الخيار؟ أم أن الأمور ستبقى تراوح من دون التوصل الى خرق في الجدار المسدود، في حال بقيت المواقف على حالها واستمرت المعارضة القائمة لانتخاب عون؟ من دون استبعاد أن يدفع تصعيد نصرالله، الحريري الى التخلّي عن مبادرته نهائياً.

وإذا كانت تغريدة القائم بالأعمال السعودي في لبنان الأخيرة، قد أثارت بلبلة سياسية وشعبية، بالرغم من قيامه بسحبها لاحقاً، إلاّ أن البعض قرأها على أنها تعبير عن وجود عراقيل تقف حائلاً دون انتخاب النائب عون رئيساً للجمهورية، بالتوازي مع تأكيد النائب فرنجية للذين التقوه في الساعات الماضية أنه مستمر في ترشحّه حتى النهاية وهو لا يزال يحظى بدعم الغالبية النيابية ولن يتراجع إلا لمصلحة مرشّح توافقي تجمع عليه الأطراف، وهو ما رأت فيه أوساط سياسية متابعة للملف الرئاسي أن «حزب الله» لم يحسم موقفه بشكل نهائي لمصلحة عون، كما يدّعي، لأنه لو كان جادّاً في دعم حليفه، لكان طلب الى النائب فرنجية الانسحاب إيفاءً بالتعهدات التي قطعها لرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» منذ سنوات، في وقت كان لافتاً أن موقف رئيس «المردة» الذي أكد تمسّكه بترشيحه، جاء بعد لقائه الرئيس برّي وقبل ساعات قليلة من المواقف التي أعلنها نصرالله، حيث دعا عون الى التفاهم مع برّي وفرنجية، مشدداً على أن الأولوية لتفعيل عمل الحكومة ما فسّره البعض بأن «حزب الله» لا يريد للانتخابات الرئاسية أن تجري الآن، بانتظار تطوّرات المنطقة.