Site icon IMLebanon

تحضيرات برتقاليّة رفضاً للفراغ ومُصادرة الصلاحيّات .. ماذا عن الردّ بإحياء «17تشرين»؟

 

 

 

قبل اسبوع وخلال مقابلة تلفزيونية مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، طلب الاخير من رئيس الجمهورية ميشال عون، الخروج من قصر بعبدا نهاية الشهر المقبل كبيراً كما دخل كبيراً، في وقت كثرت فيه الاخبار والروايات عن كيفية مغادرة الرئيس عون ليل 31 تشرين الاول المقبل، لان «التيار الوطني الحر» سيكون منتشراً على الطرقات المؤدية الى قصر بعبدا والجوار، رفضاً لخروجه في حال كان الفراغ الرئاسي سائداً، وهذا يعني استلام حكومة تصريف الاعمال ورئيسها نجيب ميقاتي صلاحيات الرئاسة، الامر الذي يرفضه «التيار» بقوة ويعتبره كمصادرة، نتيجتها توترات في الشارع لا تعرف نتائجها، لكن هي بالتأكيد خطرة، كما تقول مصادر سياسية، بغياب التطمينات التي ينتظرها اللبنانيون ووسط الاخبار التي يسمعونها منذ فترة عن مدى الاخطار التي تنتظرهم في تشرين الاول، خصوصاً بعد قول الرئيس عون منذ ايام انه سيغادر قصر بعبدا في ذلك التاريخ اذا كان الوضع طبيعياً، الامر الذي فهمه البعض فوضى في الشارع، قابلا للتطور الى خلاف طائفي على وقع الصلاحيات والاشتباك الدستوري، فيما البعض الآخر وتحديداً معارضي العهد، إعتبروا انّ كلام رئيس الجمهورية حول الوضع الطبيعي، يعني في مفهومه تأمين انتخاب النائب جبران باسيل رئيساً، الامر الذي لن يتحقق، لانّ باسيل بات خارج السباق الرئاسي منذ فترة طويلة، وتحديداً منذ فرض العقوبات عليه.

 

الى ذلك، يبدو العهد و»التيار الوطني الحر» غير مطمئنين على الوضع خلال الاسابيع القليلة المتبقية، خصوصاً بعد تلقيهما معلومات بأنّ شيئاً ما يتحضّر في مواقع كانت حليفة في السابق، وباتت منذ سنوات ضمن خانة الخصوم، والهدف منها إسقاط أي محاولة لبقاء الرئيس عون في قصر بعبدا، وقد بات هؤلاء المعارضون ضمن رزمة حليفة بإستثناء حزب الله، لانّ عدد خصوم العهد وتياره بات كبيراً منذ سنوات، والمصيبة جمعتهم لكنها لم تحقق نتيجة مرضية، اذ عبثاً حاول حزب الله امام الواقع الانتخابي الرئاسي المرتقب جمع هؤلاء المتخاصمين ولم يفلح ، لانّ خلافات بري وميقاتي وفرنجية مع العهد و»التيار» تكاد تنفجر، والسبب الاول شروط باسيل وطلباته التي لا تنتهي، وكل هذا محتاج الى جلسات مصارحة وتفاهم وثقة كبيرة، في حين انها مفقودة منذ بدء العهد مع الثلاثي المذكور.

 

وتقول المعلومات انّ الوساطات تتكرّر كل فترة من قبل اصدقاء مشتركين بين رئيس المجلس النيابي ورئيس «التيار» وبدفع من حزب الله، لكن النتيجة تأتي دائماً سلبية، لانّ بري لا يثق بباسيل منذ يوم تعارفهما كما يشير الاصدقاء ، الذين جهدوا للوصول الى حل تحت عنوان «لا للتباين السياسي في الزمن الانتخابي الرئاسي» ، والواقع يتطلب توافقاً في اسرع وقت بين هذا الفريق، على ان يتبع ذلك لاحقاً وساطة تخفف من حدّة العلاقة المتوترة، بين باسيل ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، على الرغم من صعوبة هذه المحاولة، مع الإشارة الى انّ هذا المَطلب اتى بمباركة سورية، لكنها لم تفلح لغاية اليوم، بعد إعلان باسيل وبالفم الملآن، انه لن يصوّت لفرنجية ولن يوصله الى قصر بعبدا على طبق من فضة.

 

وفي سياق مختلف، ورداً على ما يتردّد عن حصول توتر امني، رفضاً لمغادرة الرئيس عون القصر الجمهوري بعد ما يقارب الاربعين يوماً، تشير مصادر سياسية معارضة الى انّ الفريق المعارض لن يقف مكتوف الايدي، إزاء ما يحضّر له «التيار»، لانّ السكوت امام التحديّ لم يعد وارداً، لافتة الى انّ الناشطين في «انتفاضة 17 تشرين» يعملون على إحيائها من جديد، ضمن طابع مختلف لانها ستجمع كل المعارضين و»التغييرين» وبعض «المستقلين»، وكل اطياف المجتمع اللبناني الرافض للجوع والعوز والفقر، مع إمكانية ان يكون تاريخ 17 تشرين الاول المقبل هو الرمز الذي سيعيد تلك الانتفاضة الى ساحة الشهداء ومختلف المناطق، كما يقول الناشطون في 17 تشرين»، لتشمل النزول الى الشوارع بأعداد كبيرة ، والقيام بالإعتصامات والعصيان المدني، وطالب هؤلاء الناشطون المواطنين بمواكبتهم في كل المناطق اللبنانية، «مع تناسي الطائفية والمناطقية والولاء المطلق للزعيم، وإبعاد الطابور الخامس المُرسل من قبل البعض لخربطة «الثورة» وإلغائها، والتنسيق الدائم والوعي والتيقظ الى أبعد الحدود، ضد المترّبصين بهم لإنجاح «ثورة الشعب»، وإسقاط الفاسدين في الشارع، وإلا ستكون نهاية لبنان الوشيكة»، فالتضامن مطلوب بقوة، يؤكد الناشطون، وليس اعتصام عدد قليل من المواطنين، وإقفال بعض الطرقات لساعات كما كان يحصل سابقاً، لانّ مشاركة كل فئات الشعب بطوائفهم ومذاهبهم، هي التي ستحقق ما نصبو اليه جميعاً، وعندها نستطيع إزاحتهم وصولاً الى تحقيق التغيّير وخلق لبنان جديد، على حدّ قول الناشطين.