IMLebanon

بعد سحب «بساط» دستوريّة حكومة التصريف البرتقالي الى الشارع بتوجيه وتغطية من «الجنرال»

 

 

بسرعة اكل النيران للاخضر واليابس، اكل سعر الدولار القدرة الشرائية للبنانيين، اذ «العوض بسلامة الموظفين» «الزودة» التي اقرتها الدولة لهم، والتي «طارت» قبل ما تصل الى جيوبهم، مع سعر صرف بات معدل «نطنطته» في اليوم الواحد اكثر من 1500 ليرة. وكما الدولار وسعره كذلك الشغور المتمدد في المؤسسات وضريبته، من تآكل للدولة وهيبتها وسلطتها  بالقدر نفسه لتراجع القوى والشخصيات السياسية التي باتت تدفع من رصيدها خلافا لما يظنه الكثيرون.

 

فسنيا، دخل الوضع الذي خلفه اعتزال السياسة المؤقت للشيخ سعد ، مرحلة شعبية حرجة، تترجم «انفراطا» للعقد السياسي والشعبي السني، وخاصة النيابي، في ظل انقسام نادي الاربعة السابقين. اما شيعيا فرغم الوضع «الحديدي» في الشكل بين الثنائي، الا ان حارة حريك تسعى جاهدة لعدم تحرك الشارع في اي منطقة تحت اي حجة كانت، كيلا ينعكس ذلك نزولا لشارعها الى الطريق، سيكون من الصعب عندئذ تلبية سقف مطالبه وان كانت مجرد معيشية واقتصادية. اما المعركة الاساس فهي مسيحية، وسط انقسام حاد بين قوتين اساسيتين، القوات اللبنانية التي استطاعت تحسين وضعها شعبيا، مع نجاح خطتها في البقاء في المعارضة، فيما يعاني التيار الوطني الحر من مرحلة فقدان للتوازن، بسبب خروج الرئيس عون من بعبدا اولا، وثانيا، نتيجة الترسبات التي تركها دخول طارئين الى صفوفه، ما غير من وجهه.

 

وفي هذا الاطار بدا لافتا حضور رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، اجتماع تكتل لبنان القوي الاخير، في اول اطلالة سياسية له بعد خروجه من القصر الجمهوري، والتي قرأ فيها الكثيرون اكثر من رسالة:

 

– بدا التيار الوطني كباقي الاحزاب التقليدية، مع تتويجه الرئيس عون «عميدا، وان بشكل غير رسمي وغير معلن، ما اعاد الى الذاكرة التجارب الحزبية اللبنانية المعروفة.

 

– واضح ان حضور الجنرال الاجتماع كان ضروريا ، اولا من اجل اعادة تجييش التيار الوطني وحشد قواعده ومؤيديه ومناصريه، وثانيا، اتماما للمرحلة الثانية من نقل كامل السلطة للنائب جبران باسيل.

 

– الوجه المعنوي للزيارة التي اعادت بعض «اللحمة» للتكتل الذي ازدادت فيه الانتقادات والتمايزات العلنية بين افراده، وعدم استثاغة البعض من الحلفاء داخل التكتل لسياسة رئيس التيار وحركته السياسية.

 

– وجه داخلي، يرتبط بالتوازنات داخل التيار الوطني الحر، خصوصا بعد حملة «التطهير» الاخيرة لبعض القيادات، اذ ان مشاركته اعطت الشرعية والتغطية للقرارات الحزبية.

 

انطلاقا من ذلك، كان لا بد للجلسة ان تبحث امور اساسية، وان «تشدشد» بعض المفاصل، وان لم تتم مناقشة كل الامور، انما واضح من مسار «النقاشات»، ان التيار قرر النزول الى الشارع في خطوة تصيب عصفورين بحجر واحد، الاول بوجه الخصوم والحلفاء للاسباب التي باتت معروفة، والثاني، قائد الجيش، خصوصا اذا ما تم التعامل على غرار ما حصل امام ال «ام.تي.في» والذي قدم خدمة كبيرة للصهر، وفق مصادر البرتقالي.

 

اوساط سياسية مستقلة رأت ان التيار الوطني الحر «مزروك» في الزاوية، ولذلك هو مضطر للهجوم، خصوصا ان سلاح المواجهة الاساسية لمرحلة الشغور وهو دستورية حكومة تصريف الاعمال قد سحب من يده، وبالتالي بات التيار «مكرها لا بطل» يلعب لعبة الشارع، التي سيكون بطلها «الحرس القديم» القوة الضاربة للبرتقالي.

 

فهل تنجح استراتيجية ميرنا الشالوحي الجديدة؟