المواقف المتصاعدة الوتيرة لـ “التيار الوطني الحر”، والتي بدأها رئيسه النائب جبران باسيل واستكملها رئيسه السابق والمؤسس الرئيس العماد ميشال عون، واكملها مستشار الرئيس عون الوزير السابق بيار رفول في مقابلته المتلفزة امس الاول، لا توحي بـ”التهدئة” على جبهة حزب الله – التيار. وتؤكد هذه المواقف ان المراجعة للعلاقة الثنائية بين الطرفين، باتت في حاجة للعناية الفائقة بعدما دخلتها “ورقة التفاهم”، في حين لم تصل “اللجنة الثنائية” التي شكلها الطرفان منذ فترة الى “خواتيم سعيدة” ونهائية.
وكان لافتاً “الهدوء” الذي يسود مواقع التواصل الاجتماعي وساحات النقاش، التي يرتادها عادة مناصرو المقاومة وحزب الله وكوادر وجمهور “الثنائي الشيعي”، في ظل الاجواء البرتقالية “المتشجنة” تجاه حارة حريك، حيث تسود “السكينة” حزب الله، المطمئن على مناعة وحصانة المقاومة، وصبرها حتى الإنتصار على الجبهة والجنوبية وغزة وردع العدو، اذ تكشف اوساط واسعة الإطلاع على اجواء حزب الله، انه لن يعلق على اي تصريح يصدر لا عن العماد عون ولا عن باسيل ولا عن “التيار”، وان على الجميع انتظار بعض التطورات في الايام المقبلة على مستوى الطرفين!
وفي مقلب “التيار الوطني الحر”، يؤكد منسق الاعلام في التيار ميشال بو نجم لـ”الديار” ان تصريحات الوزير رفول غير منفصلة عن مواقف التيار العامة، التي بلورها رئيسه النائب جبران باسيل. وفي مقابلة الأمس على “أو تي في” كان خطاب رفول متكاملاً في التعبير عن موقف التيار، الذي يشير الى الوقوف مع اي فريق لبناني ضد عدوان خارجي، لكنه في موازاة ذلك ليس مع مفهوم وحدة الساحات”.
ويؤكد بو نجم ان لا تموضعات جديدة لـ “البرتقالي”، وانه لا يزال في التموضع نفسه لجهة التزام مصلحة لبنان وبناء الدولة وتحقيق الإصلاح، خاصة في ظل الأزمة المالية والاقتصادية العميقة، والتي لا يمكن الخروج منها الا بتوافق على خارطة إنقاذ اقتصادي واضحة المعالم”.
وعن اعادة الانفتاح على القوى المسيحية الاخرى، يلفت الى ان “التيار كان دائماً منفتحاً على الجميع، ويسعى للمساحات المشتركة، خاصة في ظل هذه الأزمة والفراغ الرئاسي، وقد أقرن القول بالفعل مع لقاءاته مع كل الكتل النيابية عشية الشغور الرئاسي وبعده”.
ويشير الى “من يريد ملاقاتنا في منتصف الطريق لإنقاذ لبنان فنحن مستعدون، والتيار لا يستبدِل تفاهماً بآخر. وفي الأساس ليس هو من جمد تطبيق التفاهم، بل الفريق الآخر تحديداً في البند الرابع المرتبط ببناء الدولة”. ويكشف بو نجم عن مواقف هامة في مقابلة لباسيل “هذا الخميس والورقة السياسية للتيار، والتي ستُعلَن في المؤتمر السنوي في ١٧ آذار الجاري”.
وبين الحزب والتيار والعلاقة المتوترة، ترى اوساط نيابية مسيحية ان لا خيارات كثيرة امام باسيل في حال “فرط” التفاهم مع حزب الله وقطع علاقته به، وخصوصاً ان العقوبات الاميركية لا تزال تلاحقه خارجياً. اما داخلياً فلم يترك له “صاحباً” من “الثنائي الشيعي”، سابقاً الرئيس نبيه بري واليوم حزب الله، الى المحيط السني الذي يختلف معه من الرئيس نجيب ميقاتي الى الرئيس سعد الحريري و”تيارالمستقبل”، وصولاً الى الخصومة والتنافس مع “القوات” و”المردة”، والعلاقة “الناشفة” مع “الكتائب” و”التغييريين” و”المستقلين”.