استنفر التيار الوطني الحرّ خليّة الأزمة التي شكّلها منذ 7 تشرين الأول الماضي لمواكبة أي طارئ، لتبدأ عملها منذ يومين بالتنسيق مع هيئات الأقضية في التيار الموزّعة في المناطق لمتابعة احتياجات النازحين. وأوضح نائب رئيس التيار للشؤون الإدارية غسان خوري لـ«الأخبار» أن التيار «فعّل عمل خلية الأزمة الموجودة مركزياً، كما خلايا الأزمة في مختلف الأقضية، حيث يتم العمل على مستويات عدة، إنسانية أو لوجستية أو من خلال تأمين المساعدات وتسهيل التواصل والتنسيق مع البلديات والمحافظين». وتركّزت مهمة الهيئات في اليومين الماضيين على مواكبة وصول النازحين واستطلاع حاجاتهم ومساعدتهم على التوزّع على مراكز الإيواء الواردة في خطة لجنة الطوارئ التي أعدّتها الحكومة. كما عقدت مركزية التيار اجتماعاً مع هيئة الأطباء والصيادلة والممرضين والممرضات الذين كانوا قد بدأوا بالمساعدة منذ الأسبوع الماضي عبر التوزّع على المستشفيات، «وتلقّوا تعليمات بضرورة البقاء جاهزين وتفعيل نشاطهم في المناطق التي استقبلت العدد الأكبر من العائلات لتلبية أي طارئ».ومنذ الاثنين الماضي، توافد العدد الأكبر من النازحين إلى بعبدا وعاليه والمتن الشمالي، وكسروان وجبيل بشكل أقل، ما دفع إلى توسيع دائرة المدارس ضمن الخطة لتطاول هذه الأقضية بعد امتلاء مدارس الشوف وعاليه. بالتوازي كان ثمة ضغط بشري مماثل في قضاء بعبدا. أما في المتن الشمالي، فعملت هيئة القضاء على التنسيق مع المحافظ والبلديات ووزارة التربية ومديري المدارس لتسهيل أمور النازحين، وشكّل التيار فرقاً لمساعدتهم على بلوغ هذه المراكز وضمان إيجاد أمكنة لإيوائهم فيها، ومساعدة قسم آخر على إيجاد منازل للإيجار. وتوزع النازحون بشكل مركّز في المدارس الرسمية والمهنيات الواقعة في ساحل المتن، كسنّ الفيل والجديدة – البوشرية – السدّ والزلقا وجل الديب وأنطلياس وبرج حمود وبياقوت وبيت شباب والشوير والمتين وبرمانا حيث اتسعت كل مدرسة لما يقارب 150 الى 300 شخص، فيما تركز العدد الأكبر في مهنية وفندقية الدكوانة وبلغ نحو 3 آلاف. وغاب في القضاء أيّ أثر للهيئة العليا للإغاثة أو لجنة الطوارئ الوزارية التي اكتفت بالمساعدة في فتح المدارس من دون أيّ تقديمات أخرى، فتولّى حزب الله تأمين الفرش والبطانيات، فيما يسعى التيار الوطني الحر، بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية والأفراد، الى تأمين المواد الغذائية، وسيبدأ منذ اليوم بتوزيع وجبات ساخنة يومية على بعض المدارس، على أن يبدأ بتوفير حصص غذائية يومية بعد بضعة أيام بحسب منسق التيار في المتن إيلي خوري، علماً أن هناك تنسيقاً يومياً بين خوري والمسؤول عن ملف النزوح في المتن علي الموسوي. ويشير خوري الى أن «كل منسق في كل بلدة متنية هو جزء من خليّة الأزمة ويعمل على مساعدة الأهالي النازحين الى بلدته بالتنسيق معنا، ونشجع الحزبيين والمتنيين بشكل عام على المبادرات الفردية لمن لديه قدرة. من هذا المنطلق، تواصلنا مع بعض أصحاب المولدات لتأمين وصول الكهرباء الى بعض المدارس، بينما يعمل شبابنا في البلدات، حيث أمكن، على تأمين المياه عبر الآبار، والوجبات الغذائية».
غاب في مناطق المتن وكسروان أيّ أثر للهيئة العليا للإغاثة أو لجنة الطوارئ الوزارية
من المتن الشمالي الى كسروان، الحال نفسها في ما خصّ غياب لجنة الطوارئ والهيئة العليا للإغاثة. في هذا القضاء، أيضاً، ثمة تنسيق بين التيار وحزب الله لتيسير أمور النازحين الذين بقي عددهم قليلاً حتى نهار أمس ولم يتعدَّ الـ 400 نازح توزعوا على متوسطة حارة صخر ومتوسطة درعون حاريصا ومدرسة اسكندر رزق في عشقوت، إضافة الى تركز الشقق المستأجرة في الجرد الذي امتلأ ولم يعد يتوفر أي منزل خال فيه، علماً أنه بُدئ العمل على فتح مدارس أخرى تباعاً وفق الحاجة كمهنية عجلتون ومدرسة الياس أبوشبكة في زوق مكايل، فيما معهد الإمام في بلدة المعيصرة مفتوح أمام النازحين منذ أيام، وكذلك ثانوية البلدة التي تستقبل نحو 500 نازح نجوا من مجزرة أمس بعد الغارة التي نفذها العدو في المنطقة. وقد عمل رئيس بلدية المعيصرة بالتنسيق مع هيئة قضاء التيار في كسروان على خطة لتأمين غرف خاصة للأهالي النازحين في أوتيل أزوراما ومشروع الرانشو. وكما في المتن، تكفّل حزب الله بتأمين الفرش والبطانيات والمستلزمات اللوجستية مقابل مساعدة التيار بالوجبات الغذائية حيث سيوزع اليوم نحو 300 وجبة على المدارس.
من جهة أخرى، أعربت الكنائس في المنطقة عن استعدادها للمساعدة بفتح الأديرة والمدارس الخاصة عندما تصل المدارس الرسمية الى قدرتها الاستيعابية القصوى. وفي جبيل، نشطت لجنة التيار الوطني الحر قي القضاء بكثافة يوم أمس لتأمين المواد الغذائية الى العائلات ونفذت جولة ميدانية بمرافقة قائمقام جبيل نتالي خوري وبعض المخاتير على ثانوية جبيل وثانوية عمشيت والتكميلية، حيث بلغ عدد النازحين 600 نازح كما فُتحت ثانوية حصارات يوم أمس بعد توفير المازوت لها، ومن المفترض أن تستقبل نحو 150 نازحاً. على أن التيار وحزب الله شكّلا لجنة مشتركة في هذا القضاء للتنسيق في هذا الملف ويتعاونان لضمان حسن سير كل الأمور، الى جانب مسؤولي حركة أمل في القضاء.
ضهور الشوير تفتح شققها
نحو 500 نازح وصلوا إلى بلدة ضهور الشوير المتنية، نزلوا في شقق سكنية إما مع عائلات أو بعدما أخلاها أصحابها وانتقلوا للإقامة لدى أقارب لهم، من دون مقابل، فيما توجه البعض إلى مدارس البلدة. ونشط نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب لتأمين كل المستلزمات الضرورية من فرش وبطانيات وحاجات أخرى بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والكنسية ومتطوعين، ووسّعوا نشاطهم إلى بلدتَي بولونيا وعين السنديانة وجوارهما. وعملت خلية أزمة الضهور على تأمين الأدوية والمستشفيات لمن يحتاج إليها، وأقامت مطبخاً كبيراً لتوزيع حصص غذائية يومية. فيما نجح المحافظ محمد مكاوي، بعد تواصل من بوصعب، في تأمين 100 فرشة و100 بطانية من الهيئة العليا للإغاثة!