Site icon IMLebanon

التيار الوطني الحر وعودة بري  

 

قد لا يكون بعيداً اليوم الذي يُعلن الوزير جبران باسيل أن التيار الوطني الحرّ لن يحارب عودة الرئيس نبيه بري الى رئاسة المجلس النيابي. وكان الرئيس الحريري قد بادر الى الإعلان عن أن نواب تيار المستقبل سيقترعون الى بري في مطلع أعمال مجلس النواب الجديد في شهر أيار المقبل… يحدث هذا بعدما ضجّت الأوساط السياسية والإعلامية بالكلام والأخبار وأيضاً بـ«الشائعات» عن أن ثمة توافقاً بين التيار الأزرق والتيار البرتقالي على الحؤول دون عودة أبي مصطفى الى التحكم بمطرقة سيّد نفسه».

 

إلا أن الفرق سيكون واضحاً بين موقف التيارين اللذين يعيشان تفاهماً من دون «ورقة تفاهم» في ما بينهما. ذلك أن تيار المستقبل سيقترع لزعيم أمل، أما التيار الوطني الحر فسيستخدم الورقة البيضاء، كما بات معروفاً على قاعدة «ردّ الرجل» كون الرئيس بري (وكتلته النيابية) لم يصوتا للعماد ميشال عون في انتخابات رئاسة الجمهورية.

ولقد يكون من المنطقي ألاّ يعمل الوزير جبران باسيل وأركان حزبه من أجل منع الرئيس بري من رئاسة المجلس بالرغم ممّا بين الطرفين من ود مفقود، وتنافر بين وزراء الطرفين على كل صغيرة وكبيرة في مجلس الوزراء. إذ من النادر أن يلتقي هؤلاء الوزراء على قضية أو مسألة أو مشروع…

وفي تقديرنا أنّ ما يحول دون خوض هكذا معركة عوامل عديدة يمكن الإشارة الى بعضها تباعاً في الآتي:

أولاً – إن التيار الوطني الحر، ورئيسه باسيل شخصاً، في طليعة القائلين بأن تتمثل الأطياف الوطنية بزعمائها الكبار (الأكثر تمثيلاً) في المواقع القيادية في الدولة وفي طليعتها رئاسة الجمهورية فرئاسة مجلس النواب فرئاسة مجلس الوزراء. ولا يخفى على أحد أنّ هذه المقولة / النظرية كانت أحد الأسس الصلبة التي خيضت عليها معركة «الجنرال» الرئاسية. والرئيس بري بحضوره الذاتي وبالتحالف الوثيق جداً مع حزب اللّه هو الأقوى في الطيف الشيعي، وهذا أضعف الإيمان…

ثانياً – يستبعد أن يتمكن معارضو عودة بري (هذا إذا كانوا جادّين) من تأمين أكثرية نيابية تدعم موقفهم… والعكس صحيح إذ إن مؤيدي بري لرئاسة المجلس يشكلون أكثرية وازنة (حزب اللّه، تيار المستقبل، وليد جنبلاط … وآخرون).

ثالثاً- من حق التيار الوطني الحر أن يتخذ الموقف الذي يراه مناسباً، فهو لم ينسَ بعد وقائع الجلسة الإنتخابية الرئاسية… ولن يكون مفاجئاً أن تقف الكتلة النيابية الآتية للتيار (مهما كان حجمها وعديد أعضائها) فتنتخب ضد بري أو أن تمتنع عن التصويت، أو أن تتغيّب أو أن تحضر وتقترع بورقة بيضاء… وهذا الحق لا يناقشها فيه أحد، ولكنه لن يبدل شيئاً في النتيجة المحسومة سلفاً.