في الوقت الذي تتركز فيه اهتمامات غالبية اللبنانيين على وقائع المعركة التي يخوضها مجاهدو حزب الله و الجيش اللبناني في جرود عرسال للقضاء على آخر معاقل المسلحين التكفيريين الذين زرعوا الموت والدمار في العديد من المدن اللبنانية وشكّلوا تهديداً دائماً للأمن القومي اللبناني منذ أربع سنوات.
هذا الإهتمام لم يوقف التحضيرات للإنتخابات النيابية المقبلة وإعداد برامج زيارات لشخصيات سياسية في العديد من المناطق اللبنانية وفي هذا السياق تنكب منسقية زحلة في التيار الوطني الحر على تنظيم برنامج مكثّف لزيارة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في 30 تموز 2017 .
ورجحت مصادر متابعة أن ترسم زيارة باسيل لمدينة زحلة وقرى الجوار ملامح أوّليّة وغير نهائية لطبيعة التحالفات الإنتخابية في البقاع الأوسط، وقد تشكّل هذه التحالفات فيما لو تمّت علامة فارقة للتيار الوطني الحر في خرقه للمحظورات الكاثوليكية الزحلاوية من خلال توزيع المرجعية الكاثوليكية بين المدينة وقرى الجوار وهذه الخطوة لم تستهدف شخصية بعينها إنما تحاول إشراك أبناء القرى المهمة في صناعة القرار الذي يحفظ الحضور المسيحي بشكلٍ عام والكاثوليكي بشكلٍ خاص.
زيارة باسيل الى زحلة هو مؤشر جدّي من التيار الوطني الحر على إعادة الإعتبار للمركز الأول لمطرانية الروم الملكيين الكاثوليك في البقاع التي كان مركزها الفرزل ويسعى التيار الوطني الحر الى خطوة استراتيجية في تقاسم المرجعية الكاثوليكية في المنطقة حتى لو لم تلاقي في بداية الأمر استحساناً من بعد الزحليين الذين يريدون كل شيء. مصدر زحلاوي يشير الى ان ميريام سكاف تسعى الى سياسة التطبيع مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي لم يعد يمسك بالشارع السّني في البقاع الأوسط كما في السابق وتخوّف المصدر من هذه السياسة والإستعجال بها، لأن الحريري نفسه يسعى جاهداً لتنظيف بيئة أنصاره في البقاع من الفكر المتطرف والتكفيري الذي اجتاح العديد من قرى البقاع.
وقد يرتكز هذا التحالف إلى تفاهم إنتخابي مع مكونات سياسية وازنة في المنطقة في ظل الحديث عن تباعد القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر في الإنتخابات النيابية المقبلة لإعتبارات استراتيجية عديدة قد تتجاوز وثيقة التفاهم بينهما.
وبالعودة إلى سياسة التطبيع التي تقوم بها ميريام سكاف مع تيار المستقبل أوضح المصدر الزحلاوي أن ما تقوم به عقيلة الوزير الراحل الياس سكاف هو ترجمة دقيقة للإتفاق الذي تمّ بين المرحوم الياس سكاف والسفير السعودي السابق علي عواض العسيري لكن هذا الإتفاق قبل به المرحوم سكاف على قاعدة أن الإنتخابات سوف تجري وفق قانون الستين ولكن على ميريام سكاف أن تعيد النظر فيه لأن الإنتخابات ستجري وفق قانون النسبية وهذا يعطيها مساحة أوسع للتفاوض بينها وبين المستقبل.