دخل لبنان في مرحلة خطيرة جداً في ظل صعوبة إنعقاد طاولة الحوار وهذا ما كان متوقعاً في ظل تصفية الحسابات السياسية والخلافات بين المكونات كافة، في حين تشير المعلومات إلى أن فرنسا دخلت على الخط بغية إستكشاف الأجواء وهذا ما جاء خلال زيارة السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو إلى قصر بعبدا ولقائها برئيس الجمهورية ميشال عون، إذ سألت عن تفاصيل ما أحاط بالدعوة ومواقف الأطراف ولكن ينقل بأن غريو لم تنقل أي رسالة فرنسية بل كانت زيارتها إستطلاعية وبروتوكولية لأن باريس قالت كلمتها وأطلقت مبادرتها وهي مستاءة من المنظومة السياسية كافة وعلى هذه الخلفية يأتي أيضاً الموقف الأميركي منسجماً مع الفرنسي والأمر عينه لمعظم الدول المعنية بالملف اللبناني في حين أن موسكو وبفعل المعلومات المتأتية من العاصمة الروسية فهي منشغلة بالأزمة الأوكرانية وتوسيع الناتو إلى ما يجري في كازخستان ولا دور لها في هذه المرحلة في لبنان أو هناك أي تدخل أو صيغة سياسية ستطلق من قبل المسؤولين الروس المهتمين فقط بالأمن الإستراتيجي بسوريا
من خلال قواعدهم العسكرية وتواجدهم فيها إنما على الصعيد اللبناني فروسيا في مكان آخر في هذه المرحلة أي أوكرانيا ونشر الصواريخ الأميركية على مقربة من الحدود الروسية ما يعني أن لبنان يعيش في ضياع سياسي وثمة مخاوف بأن يتحول إلى فراغ انتخابي ورئاسي بعد انتهاء الولاية الرئاسية الحالية إذا إستمرت الأمور على ما هي عليه في هذه المرحلة الصعبة إذ ينقل بأن الأمور ذاهبة إلى التصعيد السياسي وانفلات الشارع ربطاً بالأزمات السياسية والحياتية والمعيشية والاقتصادية التي تحيط بالبلد في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان والأشهر المقبلة ستكون في غاية الصعوبة في حال عدم حدوث معجزة أو تسوية وخصوصاً أن كل طرف ذاهب إلى معركته الإنتخابية لا أكثر ولا أقل.
ويبقى أخيراًووفق الأجواء والمعطيات وبعد صعوبة إنجاز أو عقد طاولة الحوار فإن البعض بدأ يتحدث عن تصفية حسابات سياسية ورئاسية ظهرت بوضوح من خلال ما صرح به رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية الذي غمز من قناة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ومن قصر بعبدا بالذات ما يعني ويؤكد أن معركة رئاسة الجمهورية بدأت ولهذه الغاية لن يكون هناك أي حوار قبل الانتخابات الرئاسية الأولى في حين تبقى الانتخابات النيابية مدخلاً للاستحقاق الرئاسي في ظل اصرار المجتمع الدولي على حصولها.