يعتبر السفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون في جلسة جمعته بعدد قليل من الصحافيين اللبنانيين في قصر الصنوبر، أمس، أن زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للبنان في الأسبوع الماضي، «خطوة شجاعة اذ قرر هولاند المجيء للبنان برغم الظروف الصعبة».
جاءت زيارة هولاند «في اطار مرحلة ديبلوماسية جديدة لدعم لبنان في إيجاد حل لأزمته السياسية وفي بلورة تسوية لانتخاب رئيس لجميع اللبنانيين وتشكيل حكومة وحدة واجراء الانتخابات النيابية، ودعم الجيش اللبناني اذ يشكل ضمانة للأمن والاستقرار في لبنان وهذه أولوية لفرنسا». ويضيف بون أن الزيارة هدفت الى دعم لبنان في ظل الأزمة السورية من خلال التنبه الى أن لبنان يمتلك الأدوات اللازمة لإدارة الأزمة ومن خلال إعطاء مزيد من الأهمية لبرنامج إيواء اللاجئين السوريين في لبنان مع الإعلان عن استقبال ثلاثة آلاف شخص إضافي في فرنسا، علما أن نسبة 99 في المئة من السوريين الذين يطلبون حق اللجوء السياسي يحصلون على الموافقة من الدولة الفرنسية.
استمع هولاند الى الجميع وعاد مصمما أنه يمكن إيجاد حل في لبنان من دون انتظار نهاية الأزمة السورية والتسويات الصعبة في المنطقة. يزور وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت لبنان في أواخر شهر أيار لمتابعة نتائج زيارة هولاند. من جهة أخرى، تسعى الدول المؤثرة في الوضع اللبناني الى تشجيع الأفرقاء اللبنانيين على إيجاد تسوية وانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة وحدة وانتخاب برلمان يمثل الجميع. وتعمل «مجموعة العمل الدولية لدعم لبنان»، التي تعبر عن المجتمع الدولي، على تشجيع الأفرقاء اللبنانيين على إيجاد تسوية غير أنه على الأحزاب اللبنانية مناقشة معايير الحل وايجاده، فكل يطرف يتحمل مسؤوليته. وبالنسبة للفرنسيين، ينتخب رئيس الجمهورية لولاية كاملة. مع الإشارة الى ان حزب الله لم يطلب موعدا للقاء هولاند، وهناك انفتاح وحوار فرنسي مع «حزب الله».
ينفي بون أن تكون زيارة هولاند الى لبنان ضمن مشروعه الإنتخابي اذ تشكل الزيارة دعما للبنان.
أما بالنسبة الى الأزمة السورية، يقول بون ان على الجميع أن يتحمل مسؤوليته لإيقاف الحرب وتوفير الظروف الآمنة لعودة اللاجئين الى ديارهم. وتشكل حماية اللاجئين السوريين ودعمهم التزاما دوليا في اطار القانون الدولي، ومحاولة لحماية لبنان من التصدع تحت وطأة ثقل الأزمة. ولا شروط للمساعدات الفرنسية للدولة اللبنانية، ولا علاقة مباشرة بين اللاجئين السوريين في لبنان ومغادرتهم الى أوروبا، فالذين يعبرون الى أوروبا هم من اللاجئين المتواجدين في تركيا. ويعمل اللاجئون السوريون في لبنان في حقول الزراعة والبناء ولا يمتلكون الأدوات للذهاب الى أوروبا.
طرح هولاند، وفق بون، موضوع الهبة السعودية للجيش اللبناني (بقيمة ثلاثة مليارات دولار عن طريق فرنسا) مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء تمام سلام ووزيري الخارجية جبران باسيل والدفاع سمير مقبل إذ علقت السعودية تسليم الأسلحة مع اظهار ثقة فرنسا بالجيش اللبناني.
استمع هولاند الى جميع الأفرقاء في لبنان، وكانت رسالته واضحة للأقليات بولاء فرنسا لأصدقائها، وتنبهها لمصير المسيحيين في لبنان والمنطقة. عبّر هولاند عن دعمه للنموذج اللبناني المتعايش، والمنفتح مع حماية الأقليات، وتعزيز التعددية في لبنان بينما لحظت الإجراءات البروتوكولية للزيارة غياب رئيس الجمهورية بشكل واضح.
من جهة أخرى، اكد بون على الدواعي العملية لمغادرة هولاند لبنان عبر مطار رياق العسكري «ولا علاقة لهذا الإجراء بأمن مطار رفيق الحريري الدولي ومعاييره».