IMLebanon

طبخات فرنسيّة… أو شائعات لجسّ النبض؟!

 

وفق معلومات يقول ناقلوها انها مؤكدة، وتم التداول فيها في مكاتب وزارة الخارجية الفرنسية، ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند، استفسر في احد لقاءاته مع البطريرك الماروني بشارة الراعي عن خلفيات اختيار المرشحين الاربعة الكبار، العماد ميشال عون، الدكتور سمير جعجع، الرئيس امين الجميل، والنائب سليمان فرنجية، وعن الجهة التي حددت اسماء هؤلاء، ومواصفاتهم، معتبراً ان هذه المعادلة قد تصحّ في الدول ذات نظام الحزبين، او الثلاثة على ابعد تقدير، وليس على بلد قائم على التوازنات الطائفية والمذهبية مثل لبنان، وتمنّى هولند على الراعي، اعادة النظر بهذا التصنيف الذي كان سبباً رئيساً في عرقلة انتخاب رئيس الجمهورية، وبانتظار اعادة النظر بهذا الامر، اجرت الادارة الفرنسية بمعزل عن مشاورة احد في الداخل اللبناني، محاولة لفتح ثغرة في الحائط الرئاسي المقفل، واتصلت بايران وبالمملكة العربية السعودية، متمنية عليهما تذليل عقبات انتخاب رئيس في لبنان، لكن الخلافات العميقة بين البلدين افشلت مرة ثانية المحاولة الفرنسية.

ـ خطة فرنسية جديدةـ

عندما قرر الرئيس الفرنسي هولند، زيارة لبنان، كان اوعز الى ادارته طرح خطة جديدة، ونوعية قائمة على مبدأ تجاهل ترشح الاربعة الكبار، وافساح المجال امام عدد من الشخصيات اللبنانية المؤهلة لمنصب الرئاسة يصل الى حدود الـ 30 شخصية يقترح اسماءهم البطريرك الراعي في لائحة تعرض على الكتل النيابية الكبيرة مثل تيار المستقبل، والتيار الوطني الحر، وحزب الله، والقوات اللبنانية، وحركة امل، والكتائب اللبنانية، وتيار المردة، ويترك لكل كتلة ان تشطب الاسماء التي لا ترغب بها، او التي لا توافق عليها، ويقدّر واضعو هذه الخطة، ان الرقم النهائي للشخصيات التي لم يتم شطبها، سيكون بين ثلاثة او اربعة مرشحين، تفتح امامهم ابواب مجلس النواب لانتخاب واحد منهم لرئاسة الجهوزية، ويتعهّد الجميع بدعمه ومساندته.

وفي المعلومات ايضاً، ان فرنسا مهدّت لهذه الخطوة، بجسّ نبض ايران والسعودية، وغالبية القيادات اللبنانية التي وافق عليها معظمهم، وتشير المعلومات ان هولند كان ينتظر ان تتضمن مذكرة البطريرك الراعي التي سلّمها اليه في قصر الصنوبر، اسماء هذه الشخصيات، لكن مذكرة الراعي خلت من الاسماء، لاسباب لم تعرف بعد، وفق هذه المصادر، الا ان المسؤولين الفرنسيين، يعتقدون ان البطريرك الراعي لم يكن مقتنعاً بجدوى هذا الحلّ.

ـ دور الشائعات ـ

في تلك المرحلة بالذات كان لافتاًَ، اطلاق شائعتين من مصادر، لم يتم تحديدها بعد، الاولى تقول ان البطريرك الراعي اقترح على هولند انتخاب رئيس لمدة سنتين تنتهي في حزيران من سنة 2017، موعد انتهاء ولاية مجلس النواب الحالي، فتجرى انتخابات نيابية بموجب قانون يتفق عليه، والمجلس الجديد ينتخب رئيس الجمهورية، الا ان مصادر بكركي نفت هذا الخبر نفياً باتاً، اما الشائعة الثانية التي ماتت في مهدها، فهي ان مجموعة من الشخصيات اللبنانية تداولت في ما بينها بامكانية ترشيح البطريرك الراعي الى منصب الرئاسة الاولى، لما يملك من احترام وتقدير عند جميع الاطراف، ويمكن ان يكون الحلّ المقبول لدى مختلف الافرقاء، لكن صعوبات ثلاث اوقفت البحث في هذا الامر، الصعوبة الاولى، من الافضل عدم ايجاد سابقة وصول رجل دين الى مناصب اساسية، مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء، ورئاسة مجلس النواب، الصعوبة الثانية، رفض الكنيسة المارونية مثل هكذا طروحات، وحتى اذا ذللت هذه العقبة، فان موقف الكرسي البابوي لن يكون ايجابياً وفق تقدير هذه الشخصيات.

هل هذا هو الحلّ الذي كثر الحديث عنه بان باريس سوف تطرحه كبادرة انقاذ، امّ ان المعلومات المسّربة تهدف الى جسّ النبض لا اكثر ولا اقل؟!