سيلقى الرئيس تمام سلام حفاوة بالغة لدى زيارته فرنسا غداً الأربعاء، والسؤال: هل يعود باسم مرشح تسوية لرئاسة الجمهورية، بعد لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يوم الجمعة المقبل، وكذلك نظيره الفرنسي؟
أفادت مصادر ديبلوماسية لـ”النهار” أن فرنسا وحدها غير قادرة على تأمين رئيس توافقي وإيصاله الى قصر بعبدا، والمطلعون على سير الاتصالات الديبلوماسية يجزمون بأن باريس عاجزة عن دعم أي مرشح أو تبنيه أو وضع فيتو عليه، وما جاهر به الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو بعد اجتماعه بسلام في السرايا صحيح، ويؤكد الدور الذي يمكن أن تؤديه باريس في هذا الملف. وما لم يقله في العلن أبلغه الى أكثر من قيادي التقاه أمس، بأنه لمس في المرة الأخيرة التي زار فيها طهران “مرونة في موضوع انتخاب الرئيس في أقرب وقت”، وبعدما قالوا له في زياراته السابقة ان انتخاب الرئيس هو موضوع لبناني داخلي، تناول في المرة الأخيرة ملف الرئاسة في جدول المحادثات، واتفق على “خريطة طريق” لاتباعها بعد استكمال المشاورات في كل من بيروت والرياض ومن ثم موسكو، باعتبار أن النظرة واحدة مع باريس الى رئيس توافقي، وان المتنافسين الحاليين غير مقبولين من أغلبية الفاعليات السياسية. فرنسا مدركة أن ليس في وسعها الضغط على إيران، بل روسيا هي القادرة على هذا الدور من أجل الإيعاز الى شركائها من القوى اللبنانية بانجاز الاستحقاق ابتداء من مطلع العام، وعدم الاعتماد على تأجيل موعد الانتخاب كما يجري حالياً بتعيين جلسات في مجلس النواب، وان الرئيس بري متيقّن في دعواته أن النصاب لن يكتمل والأجواء الى مزيد من التصعيد.
وأكد سفير أوروبي معتمد لدى لبنان ومتابع للملف لـ”النهار” أن فرنسا تتحرك وتلقى التأييد الأميركي والأوروبي، وتنسق مع روسيا وتعوّل على ما يمكن أن تفعله في الوقت المناسب لاختيار مرشح التوافق في أقرب وقت.
ولفت الى أن أي تسهيل إيراني للاستحقاق الرئاسي مرتبط ليس فقط بالملف النووي، بل بدورها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، عبر إشراكها في أي مفاوضات في جنيف أو في أي دولة أخرى لحل الأزمة السورية، دون أن ننسى موقعها في العراق وفي اليمن.
وأشار الى أن الاتصالات الدولية جارية في شأن الوضع في العراق وضرورة ايجاد حل له، وان لطهران دورها الذي لا يمكن التخلي عنه، وكذلك في اليمن لها موقعها.
أما الهدف الثاني الذي يريده سلام من خلال زيارته لباريس فهو المساعدة على معالجة قضية اللاجئين السوريين في لبنان من أجل تخفيف الاعباء وتزخيم المساعدات التي شحت، وان دولا تمتنع عن الايفاء بالمبالغ التي كانت قد وعدت بها في القمتين اللتين عقدتا في الكويت بدعوة من الامين العام للامم المتحدة ان كي – مون وخصصتا لمساعدة اللاجئين السوريين في الدول المضيفة، بما فيها لبنان الذي يستوعب أكبر عدد من اللاجئين. ومن المعروف ان باريس لم تستوعب من اللاجئين السوريين اعدادا كبيرة كسائر الدول الاوروبية، باستثناء المانيا.
أما بالنسبة الى الامن ومكافحة الارهاب، فالتنسيق وثيق على صعيد تبادل المعلومات لدى الاجهزة الاستخباراتية المتخصصة بمكافحة الارهاب، وان السلاح الفرنسي الذي سيسلم الى الجيش خلال الاسابيع القليلة المقبلة بتمويل سعودي سيقوي الجيش عدة وعديداً.