IMLebanon

وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة… “تيتي تيتي متل ما رحت متل ما جيت”

 

ملأت جولة وزيرة الخارجية الفرنسية، التي تزامنت من جهة مع اتصال الرئيس الفرنسي بنظيره اللبناني “للمباركة بالترسيم” وتأكيده على دعم لبنان”، وانفراط عقد الجلسة النيابية في ساحة النجمة من جهة اخرى، والتي لم يتأمن نصابها لانتخاب رئيس جديد في جولة ثانية من الماراتون، الذي تتضارب المعلومات حول نتائجه، وما اذا كان سيختتم قبل انقضاء المهلة الدستورية، وفقا لما يراه المتفائلون بالاتفاق المنجز مع “اسرائيل”، ومن يرى الفراغ بات امرا واقعا بمؤشراته المتكاثرة، وآخرها زيارة كاترين كولونا الى بيروت، وما حملته لهجتها ونبرتها من معان.

 

الخلاصة من البداية كانت واضحة، وفقا لمصادر مواكبة، لعدة اسباب، “فالمكتوب بينقرا من عنوانه”، صفر نتيجة بحسب ما نقل عمن التقتهم ومن اتصلت بهم هاتفيا، وحتى من قاطعتهم، ففي بعبدا كلام في العموميات و”خبصة ملفات”، دون تركيز على اي منها، اما في السراي فمشاورات هادئة طابعها “اقتصادي ثنائي”، اما في عين التينة فلقاء شيق مع ابو مصطفى “لب” الحديث فيه تمن، غابت عنه التهديدات بالعقوبات والويل والثبور وعظائم الامور، في حال عدم انجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، كما كان عليه الامر من تهديد ووعيد عشية الاستحقاق التشريعي في ايار.

 

ووفقا للمصادر، فان السلوك الفرنسي واضح، انه نابع اولا، من ان احدا لم يكلف باريس نقل رسائل الى بيروت، لا واشنطن ولا غيرها، وبالتالي هو استمرار في نهجها بادارة الملف منفردة في فترة تمرير الوقت الحالية والفراغ، وثانيا لادراكها لحجم قدرتها على التأثير خصوصا بعد انفضاح دورها في اتفاق الترسيم، والذي قد يحمل عواقب وخيمة في الفترة المقبلة على سياساتها في لبنان، حيث يتردد كلام في الكواليس عن اتصالات جارية بين واشنطن وباريس هدفها نقل رسائل محددة لبيروت وحارة حريك تتعلق بشكل الحكومة المقبلة ودورها.

 

وتتابع المصادر بان الوزيرة الفرنسية لم تتواصل مع اي من المسؤولين البارزين في حزب الله، وانها لم تزر الصرح البطريركي بناء على قرار اتخذه الفريق المفوض ادارة ملف لبنان في الايليزيه، بسبب عمق الهوة بين الصرح وباريس، والاتهامات لبكركي بوقوفها في وجه مرشحين تدعمهم فرنسا لرئاسة الجمهورية، وهو كلام فيه الكثير من الحقيقة، اذ وجه البطريرك الماروني اكثر من مرة رسائل مبطنة خلال وعظاته، قيل ان المستهدف فيها الجانب الفرنسي، الذي يحاول “تخييط” رئيس يلبي مصالحه الاقتصادية في لبنان، دون الاخذ بالاعتبار المصلحتين اللبنانية والمسيحية.

 

في كل الاحوال، لعل الابرز والذي شغل السفارات والجهات السياسية في لبنان، ما سرب عن مشاهدة احد ابرز المرشحين الى الرئاسة، في مطار بيروت مغادرا على عجل على متن الرحلة المتوجهة الى باريس، بعد لقاء جمعه بمسؤول فرنسي ليلة وصول الوزيرة الى بيروت، حيث كشفت المعطيات ان موعدا عاجلا حدد له مع مسؤول رفيع في العاصمة الفرنسية، فرضت توقيته الظروف المتسارعة والرغبة في انجاز الاستحقاق في غضون ايام، مع توقع حدوث مفاجأة على هذا الصعيد.

 

في التجارب اللبنانية، التعويل على الحزم والصرامة الفرنسيين، كعشم ابليس في الجنة، فقبل كاترين كولونا حضر رئيسها ايمانويل ماكرون الى بيروت مرتين في مهمة واضحة، المعلن منها دعم الشعب وتحقيق النصر لثورته، اما باطنها فاعادة الروح الى سلطة متهالكة كادت ان تنقرض. لكن “على من تقرأ مزاميرك”، ثمة مَن عن خفة واستخفاف، ومَن عن كيدية ونكايات ومصالح ضيقة، لا يزال “عقلو زغير وبصدق” ان الام الحنون جاهزة “لتستلقيه”، ولا يبدو ان ثمة ما يغيّره الا وصول “اوامر سلطات المحاور العليا”.