IMLebanon

هل تحمل كولونا طرح إنتشار قوات فرنسية جنوب الليطاني؟

 

لا زالت الصورة ضبابية على مستوى تطورات الأوضاع الحدودية الجنوبية، فهل ستبقى قواعد الإشتباك كما هي عليه بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، أم تخرج الأمور عن سيطرتها خصوصاً أن حلقة القصف بدأت تتوسّع في أكثر من إتجاه وأن وصول القذائف الى بلدة الخيام التي تُعتبر من البلدات الكبيرة في الجنوب ينذر أن هناك أكثر من رسالة ليرتفع منسوب القصف باتجاه العمق الجنوبي وربما أكثر من ذلك إذا استدعت الأمور في السياسة القيام بهذا الدور من أجل حثّ حزب الله إلى الإلتزام بالقرار ١٧٠١ ولا سيما البند المتعلق بالعودة الى خط الجنوب الليطاني أي الحفاظ على أمن المستوطنين وهذه الرسائل لا زالت تتوالى على حزب الله من قِبل جهات دولية وإقليمية وخصوصاً من واشنطن وباريس.

ولا يُستبعد في هذا الإطار إن تكون الزيارة المتوقعة إذا لم تتبدّل الظروف لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترينا كولونا الى بيروت تصبّ في هذا السياق، ولا سيما انه سبق لها وان جاءت الى العاصمة اللبنانية وقضت يوماً واحداً وكانت زياراتها لنقل رسالة تحذيرية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمسؤولين اللبنانيين تحذّرهم من مغبة زجّهم في الحرب وان ما قد يحصل لا يُحمد عقباه ولكن الزيارة الراهنة للوزيرة كولونا تتغيّر عن الأولى، وهي تأتي في إطار المساعي الدولية الجارية من أجل إمكانية انتشار قوات فرنسية الى جانب المناطق التي يسيطر حزب الله عليها عند الشريط الحدودي الى انتشار اخر لقواتٍ أميركية الى جانب القوة الإسرائيلية على الحدود الشمالية وهذا الطرح لا زال موضع التشاور، وبمعنى أوضح ان زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية انما هي من أجل هذه الصيغة التي باتت موضع إجماع دولي باعتبارها الحل الأمثل لخروج لبنان من معضلة قواعد الإشتباك والقصف اليومي وصولاً الى إنسحابات بين حزب الله والإسرائيليين، ما يعني أن ذلك يساهم في إرساء الإستقرار على الحدود الشمالية وعودة المستوطنين إلى بلداتهم وهذا ما يريده العدو الإسرائيلي من كل الضجيج الجاري اليوم في غير اتجاه.