Site icon IMLebanon

هل تستطيع حكومة فرنسا الجديدة «البقاء حية»… ولو للحظات؟! 

 

هل ترحم مارين لوبين حكومة بارنيه؟!

 

«لا شرعية ولا مستقبل»! قد يوجز رأي زعيم فرنسا الأبية المعارضة جان لوك ميلينشون ما ينتظر حكومة ميشال بارنيه الحديثة الولادة!

 

في حين اعتبرت مارين لوبين زعيمة حزب التجمع الوطني أن الحكومة الجديدة لا تعبر عن أي نية بالتغيير… أي الاستمرار بسياسة الرئيس إيمانويل ماكرون الذي خرج خاسراً في الانتخابات النيابية الأخيرة! لوبين، التي تملك فعلياً مفتاح الحل والربط في شأن مستقبل حكومة بارنيه.

 

ومن الأرجح أنه لن تستطيع حكومة ميشال بارنيه العوم طويلاً عكس الأكثريات المضادة، مع معارضة اليسار لها، ومع تهديد دائم لها من مارين لوبين وحزبها التجمع الوطني.

 

لا تملك حكومة بارنيه مع كل التأييد الممكن والداعم لها سوى 240 نائباً، أي أقل بكثير من الأكثرية المطلقة (289 نائباً من أصل 577 نائباً)! ما يجعلها خاضعة لمشيئة الآخرين!

 

الجبهة الشعبية مع 193 نائباً تعتبر حكومة بارنيه سرقة للديمقراطية، وسرقة لنتائج الانتخابات.

 

مارين لوبين، يمكنها إذا توافقت بنوابها الـ 143، عن بعد، مع الجبهة الشعبية، أن تسقط حكومة بارنيه في كل لحظة!

 

خاصة وأن الجبهة الشعبية ستقدم مقترحاً لإسقاطها (motion de censure). ويعود للوبين أن تصوت عليه فتسقط الحكومة، أو أن لا تصوت عليه، فتحيا الحكومة، ولو الى حين!

 

تعتمد حكومة بارنيه على غالبية كبرى من الأسماء المجهولة، ومع وزراء يطغى عليهم اللون اليميني، بالإضافة الى الوسطي، ومع مشاركة لقلة من الأسماء اليسارية السابقة!

 

لوران فوكيه، قائد الجمهوريين، المرشح الطبيعي لرئاسة الجمهورية المقبلة، لم يشارك في الحكومة. وذلك، مع ترجيح رفض بارنيه لأي وزير في حكومته يملك أجندات شخصية، أي طموح رئاسي!

 

لن تكون المشكلة الأساسية في سياسات بارنيه، التي على أي حال، لن تعجب أياً من الفرق المعارضة! ومع لغم أساسي قد يواجهها باكراً عند تقديم الموازنة العامة!

 

لن تعيش حكومة بارنيه أكثر من عشرة أشهر على أي حال لأن الأكثريات الكبرى المعارضة وهي تملك حوالى 340 نائباً، أي أكثر بكثير من الغالبية المطلقة، ستفرض على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حلاً للمجلس النيابي الجديد، في اليوم الذي يسمح به الدستور بذلك.

 

ومع ذلك، فإن حقل ألغام الجبهة الشعبية والتجمع الوطني قادر أن يطيح أضعف حكومة في تاريخ فرنسا في أي لحظة.